حظي تاريخ اليهود وأحوالهم في ألمانيا إبان العهد النازي (1933-1945) باهتمام کبير في الأدبيات العربية، وخرجت دراسات أکاديمية عربية عديدة تناولت أوضاعهم والقوانين التي صدرت بحقهم في ألمانيا ،وبخاصة ما عرف بلوائح نورمبرج Nuremberg Laws الصادرة في 15 سبتمبر 1935، والتي تضمنت تشريعين مهمين هما: قانون مواطنة الرايخ الذي نص على أن لا يتمتع بالمواطنة الألمانية سوي الآري أصيل الدم، وکذلک قانون حماية الدم والشرف الألمانيين الذي منع التزاوج بين اليهود والمواطنين الألمان .
أما تاريخ اليهود وأحوالهم في فرنسا في عهد حکومة فيشي Vichy، والتي حکمت المنطقة الجنوبية من فرنسا (غير المحتلة) إبان الاحتلال النازي بين عامي (1940-1944) فلم يلق اهتمامًا مماثلاً في الدراسات الأکاديمية العربية، على الرغم من قيام حکومة فيشي خلال السنوات الأربع التي حکمت فيها المنطقة غير المحتلة بالتعاون مع النازيين وإصدار سلسلة من القوانين والمراسيم وتعديلات القوانين المناهضة لليهود بلغ عددها حوالي الأربعمائة قانون ومرسوم وتعديل، لم تکن تقل في قوتها وصرامتها عن القوانين الصادرة في ألمانيا والقوانين الصادرة في المنطقة المحتلة من فرنسا، فتم تعريف اليهودي في أکتوبر 1940،وعلى أساس هذا التعريف صدرت سلسلة من القوانين تم بمقتضاها إقصاء اليهود من المناصب العليا في الدولة، ومن الجيش والقضاء والتدريس وما إلى ذلک، وتم فرض نظام الحصص الذي قيد انخراطهم في المهن الحرة، کما فُرِضت تدابير تمييزية ضدهم مثل مصادرة أملاکهم وسط استحسان من قبل معظم قطاعات الشعب الفرنسي ممن اعتبروا اليهود أجانب دخلاء مغتصبين للوظائف ، ولقمة العيش وسط ظروف الحرب والاحتلال الخانقة في فترة معقدة من تاريخ فرنسا أثارت جدلاً واسعًا.