المکفوفين جزء من نسيج المجتمع کغيرهم من المواطنين لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات يتأثرون بالحياة السياسية ويؤثرون فيها حسبما أنعم الله عليهم من طاقات وقدرات ، ولقد أثر الکفيف في الحياة السياسية بفکرة ورآيه وبفلسفته وبشعره ونثره وبفتواه وخواطره وبخطبه الرنانة الفصيحة وبفنه والحانه الوطنية والثورية ، وبإبداعاته التى أثرت على البشرية جمعاء ، فقد شغل الکفيف منصب الوزير والقاضي والمفتي والمحامي وانتخب لعضوية البرلمان وشارک في وضع دستور بلده ، وانضم إلى الأحزاب السياسية .(هيثم ناجي عبد الحکيم،107،2014)
فشخصية الطفل الکفيف تتأثر کثيراً بمن حولها فهناک علاقة بين الاتجاهات الوالدية السالبة مثل عدم التقبل من الأب وبين التوافق الشخصي والإجتماعي الذي يتمثل في عدم تحرره من الميول المضادة للمجتمع والأحساس بعدم قيمته ، کما أن ممارسة الوالدين لبعض الاتجاهات السالبة مثل الأهمال والتفرقة يؤدي إلى شعوره بالعزلة وعدم الانتماء والولاء( وليد السيد،مراد على، 113،2008)
ووجود تربية سياسية صحيحه توجه نحو الأطفال في المراحل المبکرة من عمرهم ، هى مطلب ضروري يحتاج إلى بيئة وإدارة سياسية تساعد على تفعيل هذه العملية بشکل صحيح ومؤثر من أجل الحصول على أفراد فاعلين في المجتمع .(Laitin David D, 2009, 19 )
هناک دور کبير للقصة في تشکيل هوية الطفل الإجتماعية وتکوين ثقافته فعن طريقها يمکن اکسابه مفردات لغوية وتراکيب جديدة مما يزيد من ثقته في نفسه وتکوين رآي حر ووجهة نظر خاصة به .( نهال حمدي مصطفي، 2008 ، 4)
إن التنشئة السياسية للطفل تحدث في مرحلة الطفولة المبکرة عن طريق الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران (Serrano segue A ,2009,154).فهناک علاقة ارتباطية هامة بين المدرسة والتنشئة السياسية للأفراد وما تنميه فيهم من إنتماء(. (Brezicha F, 2015, 1
والسلوک السياسي في مرحلة النضج يتحدد جزئياً بما يتلقاه الفرد في مرحلة الطفولة من تنشئة سياسية (الطاهر على ،127،2011) وتؤثر الأسرة أيضاً عن طريق ما تقدمه من تنشئة إجتماعية سياسية في مشارکة الأبناء في الحياة السياسية. D,2012,1040) Stockemer)
فمن خلال القصة يتم نقل المعلومات والأفکار والإتجاهات والمواقف وأنماط سلوک جديدة ، وهي أسلوب تعليمي مهم ووسيلة مؤثرة ومشوقة في تحريک العواطف وإثارة الوجدان وجذب الأنتباه. ( إيمان عباس الخفاف ، 2015، 160)
فمعرفة الطفل للمفاهيم السياسية تزداد مع تقدم الأطفال في السن والمستوى التعليمي فالأطفال يبدئون في اکتساب توجهاتهم ومفاهيمهم السياسية منذ سن مبکر جداً ، حيث يصبح الطفل واعياً للسلطة السياسية مثل القيادات الحکومية والشرطة ويبدأ بالتدريج مع تقدم السن في بناء مفهوم أکثر تعقيداً لطبيعة الحکومة (Meiric p, Wackman D,2004,116). فقد خلقت ثورة 25يناير 2011 شغفاً غير مسبوق لدى المصريين عموماً ، والأطفال خصوصاً للتعرف على المفاهيم السياسية المتعلقة بالدولة ، والمجتمع ، والتفاعل السياسي ، فهذه المفاهيم والمصطلحات تستهدف تجسيد مراحل تحول تاريخية بکل ما تحمله من تحديات ، وتمثله من آمال عريضة في مستقبل أفضل وأکثر ديمقراطية. (عبد المنعم المشاط ،2011،11)