لا شك أن النقوش الكتابية - لما تضمنته من نصوص تأسيسية تتعلق بالمنشئ وتاريخ المنشأة وماهيتها، فضلاً عما تحتويه من مصطلحات علمية - لها دور فاعل في دراسة العمائر الأثرية حيث إنها من مصادر التأريخ العلمي الدقيق والمباشر. ويتناول هذا البحث إلقاء الضوء على بعض النقوش الكتابية الموجودة في عمائر دينية بالوجه البحري, حيث شيدت بمدن الوجه البحري وقراها خلال العصرين المملوكي والعثماني - عمائر دينية متنوعة الطرز والوظائف، احتفظت بعض من هذه العمائر بنقوش كتابية كان لها الدور الأكبر في حسم إشكالية التاريخ الأصلي للمنشأة وماهيتها الوظيفية . وترجع أهمية هذه الدراسة إلي التأكيد على التاريخ الصحيح لهذه العمائر، فكان منها الجوامع والمدارس والزوايا, وذلك نظراً لتعدد الإضافات المعمارية التي أجريت لها عبر العصور، والتي قد تضر بدراسة تصنيف طرز وأنماط العمارة الإسلامية في تلك المنطقة بصفة خاصة وفي مصر بصفة عامة, مع دراسة الألقاب والوظائف الواردة على هذه النصوص.