يُعد عهد السلطان أبو العباس أحمد المنصور بالله الذهبي أزهى عهود الدولة السعدية (محمد حجي. 2002) رخاءً وعلماً وعمراناً وقوة وجاهاً، والثابت أن السلطان أحمد المنصور اتخذ النقود أساساً لانطلاق نهضته السياسية والاجتماعية والعسکرية، وفرض سياسة دفاعية لحماية النقد السعدي، وجعل المغرب الأقصى في مستوى جارته من الدول الأوربية. وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع، فإننا نجد ندرة واضحة في دراسته بشکل علمي سليم، وربما يرجع سبب ذلک إلى قلة المجموعات الأثرية المعروضة في المتاحف الإقليمية والعالمية والمجموعات الخاصة. ولذا تکمن أهمية دراسة النظم النقدية للسلطان أبو العباس أحمد المنصور بالله السعدي من خلال مجموعة جديدة من نقوده الذهبية المحفوظة بمخزن متحف الرباط عاصمة المملکة المغربية، وعددها 24 قطعة ذهبية، تنشر لأول مرة، وما يمثله ذلک من إضافة جديدة للنقود الذهبية في عهد الدولة السعدية بصفة عامة، وفي عهد أحمد المنصور بالله التي امتدت فترة حکمه من عام 986 هـ/ 1578م إلى عام 1012هـ /1603م، بصفة خاصة، ومحاولة تفسير بعض القضايا غير المفهومة والمتعلقة بسياسته النقدية وتفسير تلقبه " بالسلطان أحمد الذهبي"،  وکيفية حصوله على معدن الذهب، والطرز الفنية والأوزان النقدية التي ضربها، وأهم دور الضرب في عهده، وتحليل  النقوش الکتابية على نقوده الذهبية، وما تحمله من ألقاب ورموز وزخارف متنوعة، ووصفها وصفاً علمياً دقيقاً.