قدم التقرير الدولي لمعهد الذکاء الرقمي DQ لعام 2020-الذي يقيِّم مؤشر أمان الطفل على الإنترنت في العالم- الشواهد على ارتفاع مستويات المخاطر السيبرانية لأطفال مصر؛ فقد احتلت مصر المرتبة 7 على مستوى الدول في مستوى المخاطر السيبرانية من أصل 30 دولة مشارکة بمجموع نقاط 79 في مقابل المتوسط العالمي 50 نقطة؛ مما يشير إلى أن هناک ضرورة حتمية لإدارة تلک المخاطر السيبرانية.
وبالنظر إلى “إلزامية" المدرسة الابتدائية في غالبية الدول، صارت المدرسة خياراً ممتازاً لإدارة المخاطر السيبرانية؛ فالتأثير الاجتماعي للإنترنت -خاصة بالنسبة للقصر- وانتهاکات حقوق الطفل هي قضية تهم المجتمع بشکل کبير، وهذا هو الدور الاجتماعي للمدرسة.
ومن هنا تهدف هذه الدراسة إلى تعرف المخاطر السيبرانية التي يتعرض لها تلاميذ المدارس الابتدائية وتحديدها باستقراء آراء أولياء أمور تلاميذ المدارس الابتدائية من خلال الدراسة الاستطلاعية، وکذا تقديم نظرة عامة على مجموعة مختارة من الممارسات الدولية التي يتم من خلالها إدارة المخاطر السيبرانية ذات التأثير السلبي على التربية والمجتمع والثقافة، فضلاً عن اقتراح العديد من الإجراءات في إطار إجراءات مقترحة لإدارة المخاطر السيبرانية في المدارس الابتدائية بمصر.
ولتحقيق ذلک استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي بأسلوب دراسة الحالة في محافظة بورسعيد؛ لمناسبته لموضوع الدراسة. وأعدت الباحثة استبانة استقصت فيها آراء عينة من مديري المدارس الابتدائية بمحافظة بورسعيد؛ للتعرف على واقع إدارة المخاطر السيبرانية في المدارس الابتدائية بمحافظة بورسعيد، وخلصت الدراسة إلى إجراءاتٍ مقترحةٍ لإدارة المخاطر السيبرانية في المدارس الابتدائية بمصر في ضوء بعض الممارسات الدولية.