تعد القيادة أداة تطويـر أساسية للمجتمعات المعاصرة، سواء على المستوى القومي أم على مستوى مؤسساته وقطاعاته الخدمية، ومن بينها المؤسسات التعليمية. وقد لا يرجع ما يعانيه التعليم المصري المعاصر من مشکلات وأزمات تعوق حرکة تقدمه نحو تحقيق مجتمع المعرفة إلى الفقر أو النقص في الموارد البشرية والمادية بقدر ما هو أزمة في إدارة التعليم ومؤسساته.
وفي إطار التنبؤات المستقبلية بأن " المعرفة سوف تتضاعف کل (72) يوماً بحلول عام (2020م) وأن الأفراد سوف يستخدمون (1%) من المعرفة الحالية بحلول عام (2050م) أضحى تحقيق أبعاد مجتمع المعرفة أولوية لدى القيادات المدرسية بالتعليم قبل الجامعي بصعيد مصر، تستطيع من خلالها أن تسهم في بناء مجتمع المعرفة والاستثمار في رأس المال المعرفي.
استهدفت الدراسة الوقوف على دور القيادة المدرسية في تحقيق أبعاد مجتمع المعرفة بالتعليم قبل الجامعي بصعيد مصر، واستخدمت المنهج الوصفي، لجمع البيانات المتعلقة بموضوعها، وعرضت إطاراً نظرياً حول القيادة المدرسية، ومجتمع المعرفة من منظور أدبيات الفکر الإداري المعاصر، وکشفت عن واقع دور القيادة المدرسية في تحقيق أبعاد مجتمع المعرفة من وجهة نظر عينة الدراسة من المعلمين بثلاث محافظات مصرية، وخلصت إلى آليات تنفيذية من شأنها دعم دور القيادة المدرسية في تحقيق الأبعاد الاقتصادية، التکنولوجية، الاجتماعية، الثقافية، والسياسية لمجتمع المعرفة.