يعتبر رأس المال الفکري من أحدث المفاهيم التي ظهرت في مجال الإدارة بوجه عام، وفي مجال إدارة الموارد البشرية بوجه خاص، باعتباره المحرک الأساسي للنمو في المؤسسات المعاصرة، والعامل الرئيسي لتحقيق ميزة تنافسية لمنتجات المؤسسة في الأسواق المحلية والعالمية. ويقال: إن رأس المال الفکري مورد لا ينضب بل يزداد، وذلک من خلال زيادة مهارات ومعلومات ومعارف العاملين في المؤسسة، أي أن عمره الإنتاجي يتزايد بتزايُد القدرات الإبداعية التي تعمل على زيادة الإتقان التکنولوجي والوظيفي، ومن ثم زيادة الإنتاجية، مما يقود إلى خفض تکلفة الوحدة المنتجة والخدمة المقدمة، ومن ثم تحقيق الميزة التنافسية وزيادة الحصة السوقية لها. ومن جهة أخرى يعتبر مدخل القيمة المضافة من المقاييس الرئيسية لقياس کفاءة رأس المال الفکري، لأنه يتيح إمکانية قياس مدى مساهمة کل مورد من موارد المؤسسة (بشرية – هيکلية - علاقاتية) التي تمتلکها المؤسسة في عملية خلق القيمة المضافة. في هذا السياق، أصبح قياس رأس المال الفکري بالجامعات قضية حاسمة، ويرجع ذلک إلى حقيقة أن "المعرفة" هي الناتج الرئيس، وکذلک المدخل الرئيس للجامعات؛ فالجامعات منتجة للمعرفة في حد ذاتها، وأهم إنتاجاتها هي المعرفة المدرجة في نتائج البحوث والمنشورات، والطلاب المتعلمين، والعلاقات المنتجة مع أصحاب المصلحة. ومن أهم مواردها الباحثون، والمديرون والطلاب والعمليات التنظيمية وشبکات العلاقات، وتعتبر هي مکونات رأس المال الفکري بالجامعة. ولهذا هدفت الدراسة الحالية إلى وضع مجموعة من الإجراءات المقترحة، بالاستفادة من مدخل القيمة المضافة في قياس رأس المال الفکري بجامعة الزقازيق، وقد اقتصرت الدراسة على المعامل الفکري للقيمة المضافة (VAIC)، لکونه من أکثر المداخل دقة في الوقت الحاضر، بعد ظهور العديد من المشکلات في المقاييس الأخرى. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، کما استعانت بدراسة استطلاعية للتعرف على المشکلات التي تواجه رأس المال الفکري بجامعة الزقازيق، کما استعانت الدراسة باستمارة استطلاع رأي الخبراء حول الإجراءات المقترحة للدراسة. وفي النهاية، توصلت الدراسة لوضع مجموعة من الإجراءات المقترحة بالاستفادة من مدخل القيمة المضافة والمعامل الفکري للقيمة المضافة ((VAIC في قياس رأس المال الفکري بجامعة الزقازيق.