وتتناول الدراسة الراهنة أحد المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان وهي مرحلة التعليم الإعدادي لما لها من أهمية بالغة في حياة الإنسان. ففي هذه المرحلة حاجات متعددة لابد من اکتشافها وإشباعها؛ ولعل أبرز هذه الحاجات هي الحاجات النفسية التي تقوم الدراسة الراهنة بالتصدي لدراستها.
وتعد مرحلة التعليم الإعدادي أهم مرحلة عمرية يعيشها الإنسان؛ لکونها تحمل خصائص المراحل السابقة لها وکذا اللاحقة, کما أن نمو حاجات الطلاب – بخاصة الحاجات النفسية - ورغباتهم تصبح أکثر إلحاحًا، يتطلب إشباعها سقفًا من المطالب قد يتجاوز في أغلب الأحيان ما توفره المؤسسات القائمة, ليتطور الصراع من صراع له مضمون داخلي مليء بالتوترات النفسية، بين رغبات الطلاب من جهة والأطر المرجعية التي لا تتيح مجالات أوسع للإشباع من جهة ثانية تبعًا لنوعية القيم السائدة، وطبيعة الأشياء الممنوعة داخل کل مجتمع. فبالرغم مما تحققه هذه المرحلة من تطور على مختلف الأصعدة، يکتسب خلالها کفاءات تجعله قادرًا على التکيف الإرادي والمشارکة وإبداء الآراء والمواقف، إلا أنه لا يبقى مع ذلک في مأمن من أشکال مختلفة من المعاناة، والإصطدام المباشر وغير المباشر مع المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسلطوية(عبد القادر أزداد، 2013).
ومرحلة التعليم الإعدادي من المراحل المهمة التي تتطلب حاجات عدة نفسية، اجتماعية، وانفعالية مما يُوجب فهم متطلبات هذه المرحلة وإشباع هذه الحاجات لاسيما النفسية منها. فمن الطبيعي إذا أرنا أن نوفر للطلاب بيئة سليمة يمکن من خلالها أن يتمکنوا نفسيًا واجتماعيًا، علينا أن نتعرف على أهم حاجاتهم النفسية وکيفية إشباعها ومعوقات ذلک, فمن شأن عدم إشباع هذه الحاجات أنه قد يؤدي إلى الخلل النفسي مما ينعکس ذلک علي مستوى تحصيله الأکاديمي مما قد يؤدي إلى خلل وظيفته کطالب له وعليه في هذا المجتمع.(محمد زيدان، 1994، 37).