هدفت الدراسة الحالية إلى الکشف عن العلاقة بين  الشعور بالانتماء الوطني وقدرات التفکير الإبداعي لدى طلاب الجامعة، وذلک من خلال استکشاف هذه العلاقة في ظل ضبط متغيرات الجنس، ونوع التخصص الجامعي، وعدد سنوات الدراسة الجامعية. کذلک التحقق من طبيعة المکونات الأساسية التي تشکل جوانب الانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة. وتعرف الفروق في جوانب الانتماء وقدرات التفکير الإبداعي على أساس الجنس (ذکور- إناث)، ونوع التخصص الجامعي (کليات نظرية- کليات عملية)، وعدد سنوات الدراسة الجامعية (فرقة أولى وثانية- 3-6 سنوات). والتفاعل بين هذه المتغيرات في جوانب الانتماء وقدرات التفکير الإبداعي، وإلى أي مدى تتوسط هذه المتغيرات العلاقة بين الانتماء وقدرات التفکير الإبداعي. أجريت الدراسة على عينة قوامها 321 مشارکا من طلاب وطالبات الجامعة، تتراوح أعمارهم بين 17 سنة و 24 سنة، بمتوسط عمرى (19.61) وانحراف معياري (1.37)، بواقع (52) من الذکور بما نسبته 16.2%، و(269) من الإناث بما نسبته 83.8%. تم اختيارهم من (10) کليات: (5) کليات نظرية، و (5) کليات عملية.
کشفت نتائج حساب الارتباط الجزئي بين متغيري الدراسة عن وجود علاقات سالبة ذات دلالة إحصائية، متحررة من تأثير طبيعة التخصص الجامعي، وعدد سنوات التعليم، بين حجم دوائر الانتماء المؤثرة، من جانب، وقدرات التفکير الإبداعي، من جانب آخر، خاصة: الدرجة الکلية للإبداع، والمرونة والأصالة والإبداع الشکلي. کما ظهرت ارتباطات رتبية صفرية موجبة بين الاتجاه الکاشف عن صدع الانتماء وجانب من قدرات التفکير الإبداعي.
ولم تظهر أية ارتباطات جزئية أو رتبية ذات دلالة إحصائية بين الاتجاه العام نحو الانتماء الوطني وأي من مؤشرات قدرات التفکير الإبداعي.
وظهرت بعض الارتباطات الرتبية السالبة بين الاتجاه نحو المشارکة المجتمعية والاحساس بالثقة المجتمعية والحرية ، وبعض جوانب قدرات التفکير الإبداعي، وتضاءلت دون حد الدلالة في حال الارتباط الجزئي وضبط تأثير المتغيرين المشار إليهما (المرونة ،  والأصالة ، والإبداع الشکلي). وکشفت النتائج عن تأثير متغيري طبيعة التخصص الجامعي، وعدد سنوات التعليم الجامعي کمتغيرات تتوسط العلاقة بين الانتماء وقدرات التفکير الإبداعي. وتمت مناقشة النتائج في ضوء الإطر النظرية والدراسات السابقة.