يعد التعليم بمؤسساته المختلفة من أهم الآليات التي ترکن إليها المجتمعات في سعيها نحو حماية البيئة وتنميتها والمحافظة عليها، وتمثل المدرسة الخضراء نموذجًا لمدارس عصرية تستند على مبادئ التعلّم عن البيئة، وتطبيق أسلوب حياة مستدامة في المدرسة، وتفعيل أنشطة طلابية تهدف إلى إحداث تغيير في الوعي والسلوک في المجتمع فيما يتعلق بالبيئة. وفي إندونيسيا، تأسست "المدرسة الخضراء في بالي Green School Bali عام 2008، وهي مدرسة عالمية خاصة غير ربحية تتبنى نهجًا يرمي إلى إلهام الشباب ليحققوا طموحاتهم ويحدثوا أثرًا إيجابيًّا في العالم، من خلال تبني فلسفة قائمة على "الاستدامة"، وتقديم تعلم ريادي متکامل مع المجتمع، ومنفتح على البيئة الطبيعية دون التقيد بأسوار أو جدران. وفي جنوب أفريقيا، تم تأسيس المدرسة الخضراء Green School South Africa -على غرار المدرسة الخضراء ببالي- بهدف إعداد متعلمين متعاونين وفاعلين ولديهم مهارات التواصل والتفکير وصنع القرار وريادة الأعمال والتعلم مدى الحياة، وذلک في ظل مجتمع مدرسي عالمي متعدد الثقافات ومنفتح على البيئة. وفي مصر، تولي الحکومة المصرية خلال الفترة الراهنة أهمية قصوى لنشر ثقافة التنمية المستدامة، والتوسع في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في منظومة التخطيط، وذلک للوصول لمنظومة تخطيط متکاملة وعادلة، وعلى الرغم من ذلک، إلا أن بعض الدراسات قد أکدت على وجود جوانب قصور في هذا الصدد. وبناءً على ما سبق، هدف البحث الراهن التوصل إلى تصور مقترح لمدرسة خضراء في جمهورية مصر العربية بما يتوافق مع طبيعة المجتمع المصري، وبما يساعد الدولة في تحقيق التنمية المنشودة.