تعانى مصر مثل العديد من دول العالم ، من إرتفاع معدلات البطالة ، وقد تمت دراسة تأثير ظاهرة البطالة فى مصر على النمو الاقتصادى والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة من قِبَل عدد من الباحثين الذين قاموا برصد هذه الظاهرة ومحاولة معرفة أسبابها وطرق علاجها ، ولکن القليل جداً من هذه الدراسات قد ربط بين الحالة التعليمية ومعدلات البطالة، وبرغم ندرة هذه الدراسات لم تحاول أىٍ منها قياس العلاقة بين المستوى التعليمى لقوة العمل فى مصر ومعدلات البطالة الکلية قياساً کميا يمکن من خلاله تفسير ظاهرة البطالة والعلاقة السببية بينها وبين مستويات التعليم المختلفة. وبناءاً على ذلک قمنا فى هذه الدراسة باختبار وجود علاقة بين التعليم ، بمستوياته المختلفة من فنى وعام وجامعى، ومعدلات البطالة فى الإقتصاد المصرى، فى الأجلين القصير والطويل ، بالتطبيق على بيانات الفترة 1971 - 2016. وقد خلصت الدراسة باستخدام طريقة التکامل المُُشترک Cointegration method واختبار السببية Causality test، إلى وجود علاقة سببية بين التعليم الفنى والجامعى من ناحية وبين معدلات البطالة من الناحية الأخرى ، فى حين لا يوجد مثل هذه العلاقة بالنسبة للتعليم الثانوى العام. حيث أن زيادة فى التعليم الفنى بنسبة 1% تؤدى لانخفاض معدلات البطالة بمعدل 0,13% فى الأجل القصير و0.23% فى الأجل الطويل . أما بالنسبة للتعليم الجامعى فعلاقته بمعدلات البطالة علاقة طردية، حيث أن زيادة مقدارها 1% فى المنتسبين للتعليم الجامعى تؤدى إلى زيادة معدل البطالة بـ 0.29%. تقدم الدراسة أيضاً بعض الاقتراحات التى يُمکن أن يتبناها صانعى السياسات للحد من مشکلة البطالة .