يتناول هذا البحث دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دعم تنمية الاقتصاديات النامية من خلال بيان ماهية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وآلياتها في تحقيق التنمية الاقتصادية بالدول النامية، حيث لقيت المشروعات الصغيرة تطوراً کبيراً واهتماماً بالغاً لدى العديد من المنظمات العالمية وکذلک الاقتصاديين، باعتبارها من أهم الوسائل التي تدفع إلى التطور الاقتصادي، لما تتميز به من قدرة فائقة نحو إتاحة المزيد من فرص العمل للشباب ومکافحة البطالة فضلاً عن احتياجها لتکاليف استثمارية منخفضة تتواکب مع إمکانيات وطموحات الدول النامية.    إلا أنه لوحظ أن للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر تحديات ومعوقات تقف حائلاً أمام تنمية تلک المشروعات وتحد من قدرتها على العمل ومساهمتها في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وهذه المعوقات کثيرة ومتعددة لکن يبقى نقص التمويل هو أصعب التحديات وأهم العقبات لنمو هذه المشروعات في الدول النامية، حيث أن نجاح وتقدم المشروعات الصغيرة والمتوسطة يحتاج لتمويل ميسر حسن يساعد على التنمية الاقتصادية المستدامة لهذه المشروعات، وتجاه هذه التحديات، فإنه يتطلب الکثير من الاقتراحات والحلول للعمل على إزالتها، وهذا ما تم عرضه في مضمون البحث.    وقد تم استخدام المنهج التحليلي الوصفي القائم على وصف الظاهرة ثم القيام بتحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لها.    لقد خلصت الدراسة على عدد من الاستنتاجات، لعل من أهمها: أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر يمثل قطاعاً بالغ الأهمية في هيکل قطاع الصناعة، وصاحب أولوية کبيرة ضمن أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأي دولة من دول العالم حالياً.    کما خرجت الدراسة بعدد من التوصيات، لعل من أبرزها: لابد من التنسيق والتکامل بين المنظمات الحکومية ومنظمات المجتمع المدني، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة ومتخصصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وإنشاء بنوک صغيرة على غرار بنک الفقراء ببنجلادش (مصرف جرامين).