هدفت الدراسة إلى تقييم طبيعة وخصائص وظيفة المراجعة الداخلية في البنوک اليمنية، من منظور حوکمة الشرکات، في ضوء المحددات الشائعة في الأدب المهني کمؤشرات على کفاءة وفعالية هذه الوظيفة وهي: المقدرة المهنية للمراجعين الداخليين، والاستقلال التنظيمي، ودعم الإدارة العليا، ومجال أنشطة المراجعة الداخلية، وأخيرًا علاقة المراجعة الداخلية بالمراجعة الخارجية. ولتحقيق هدف الدراسة، قدم الباحث إطار مفاهيمي متکامل للعلاقة التبادلية بين المراجعة الداخلية وحوکمة الشرکات من خلال مراجعة الدراسات السابقة، استنتج من خلاله أن الاهتمام المتزايد بحوکمة الشرکات وفر فرصة لتعزيز الدور الاستراتيجي للمراجعة الداخلية في المنظمات باعتبارها أحد الأطراف الرئيسية لحوکمة الشرکات، ومن أجل أن تقوم بهذا الدور، شدد الأدب المهني على أهمية توفر العوامل المؤثرة على کفاءة وفعالية المراجعة الداخلية, وضرورة تکامل دورها مع الأطراف الأخرى للحوکمة لتحقيق نظام حوکمة متين. نتائج الدراسة الميدانية تشير إلى ضعف کفاءة وفعالية وظيفة المراجعة الداخلية في البنوک اليمنية، وأنها تعاني العديد من الصعوبات التي تؤثر على دورها خاصة ما يتعلق بالحوکمة. فالمراجعين الداخليين في البنوک اليمنية يفتقرون للکفاءة والخبرة المهنية، کما تفتقر وظيفة المراجعة الداخلية للاستقلال الکافي عن الإدارة التنفيذية، نتيجة لضعف دور لجان المراجعة، وافتقار أعضاء هذه اللجان للخبرة والکفاءة المالية والمحاسبية. يضاف إلى ذلک، أن وظيفة المراجعة الداخلية في البنوک اليمنية تفتقر للعدد الکافي من المراجعين، وعدم کافية الموارد المالية، نتيجة لضعف دعم الإدارة العليا. واقتصر مجال وظيفة المراجعة الداخلية على الأنشطة التقليدية المتعلقة بالمراجعة المالية ومراجعة الالتزام، ولم يمتد ليغطي الأنشطة الحديثة المتعلقة بالحوکمة وإدارة المخاطر. کما أن علاقة التفاعل بين وظيفة المراجعة الداخلية والمراجع الخارجي يشوبها الضعف. الجانب المشرق في نتائج الدراسة تمثل في أن المراجعين الداخليين مستعدون للقيام بدور أکبر في تعزيز کفاءة وفعالية المراجعة الداخلية وبالتالي في تطبيق الحوکمة. حيث يدرکون أن الوضع التنظيمي الحالي لوظيفة المراجعة الداخلية يؤثر سلبًا على دورهم نتيجة لسيطرة الإدارة التنفيذية، ويفضلون نقل صلاحيات الإشراف على المراجعة الداخلية إلى لجان المراجعة. کما أظهر المراجعين الداخليين دعمًا قويًا لتوسيع مجال وظيفة المراجعة الداخلية لتلعب دورًا رئيسيًا في الحوکمة وإدارة المخاطر.