لقد بات من المؤکد أن عصرنا الحالي يتسم بالانفتاح وعولمة الأنشطة الاقتصادية وذلک من خلال بعدين رئيسيين: تتمثل البعد الأول في تحرير تجارة السلع والخدمات، ويرتکز هذا البعد علي الانفتاح علي التجارة الخارجية من خلال الصادرات والواردات، أما البعد الأخر فهو يتمثل في حرية انتقال عناصر الإنتاج بين الدول. ويرتکز هذا البعد بشکل خاص علي انتقال رأس المال من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر. ولقد شهدت السنوات الماضية نموا سريعا في مجال تبادل السلع والخدمات وانتقال عناصر الإنتاج بين الدول. ويرتکز هذا البعد بشکل خاص علي انتقال رأس المال من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر. ولقد شهدت السنوات الماضية نموا سريعا في مجال تبادل الخدمات وانتقال عناصر الإنتاج. وقد سعت العديد من الدول وخاصة النامية منها إلي الانفتاح أکثر علي العالم الخارجي وجلب. الاستثمار الأجنبي وذلک من خلال إلغاء القيود المفروضة علي حرکة رؤوس الأموال ومنح العديد من الحوافز للمستثمرين الأجانب. إلا أن نمو الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة الانفتاح الاقتصادي وخاصة في الدول النامية قد أنعشا الجدل الدائر حول أثرهما علي الدولة المضيفة وحول المستفيد الحقيقي منها. فمن جانب المنافع هناک العديد من الدراسات التي تشير إلي أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر علي النمو الاقتصادي وتکوين رأس المال وخلق بيئة اقتصادية مزدهرة. کما تمت الإشارة إلي أن الانفتاح الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر يساعدان علي نشر التکنولوجيا وانتقال الخبرات من الدول المتقدمة. ومن المتوقع کذلک أن يساهم الاستثمار الأجنبي المباشر في زيادة الإنتاجية وتوظيف العمالة وزيادة التنافسية وتراکم رأس المال. أما علي الجانب الأخر فهناک من يشير إلي وجود سلبيات للانفتاح والاستثمار الأجنبي المباشر علي اقتصاد الدولة المضيفة. وتتمثل هذه السلبيات في زيادة حجم الواردات والعجز التجاري، بالإضافة إلي تدهور ميزان المدفوعات نتيجة لتحويل الأرباح للخارج. وفي ظل الجدل القائم سعت هذه الدراسة إلي القاء الضوء علي هذا الموضوع من خلال تحليل أثر الانفتاح الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر علي النمو وتکوين رأس المال بالنسبة إلي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وللفترة 1970-2004 وقد تم ذلک من خلال تحليل السببية القائمة بين کل من الاستثمار الأجنبي المباشر والانفتاح الاقتصادي من جهة والنمو الاقتصادي وتکوين رأس المال من جهة أخري. ولتحليل السببية تم تطوير نموذجا للتکامل المشترک يسمي Vector Error –Correction VEC تم من خلاله تحليل أثر الانفتاح والاستثمار الأجنبي المباشر علي النمو الاقتصادي وتکوين رأس المال وذلک في کل من الأجل القصير والأجل الطويل. وبناء علي نتائج هذه التحاليل يقدم البحث العديد من المقترحات المقيدة التي من شأنها أن تساعد السياسة الاقتصادية في هذه الدول علي الاستفادة من حرکة رؤوس الأموال في العالم ومن الانفتاح الاقتصادي.