لقد بدأ الاهتمام بقضية الشک المهنى منذ سنوات عديدة، ومازال الاهتمام بها مستمرا، ومتزايدا حتى الأن، ويؤکد ذلک وجود عدد کبير من الدراسات الأجنبية التي تناولت تلک القضية خلال السنوات الأخيرة، ولعل من أهم الأسباب وراء ذلک الاهتمام وجود أتفاق کبير بين معايير المراجعة، والدراسات الأکاديمية بالإضافة إلى بورصة الأوراق المالية في الولايات المتحدة الأمريکية على أن عدم ممارسة القدر الملائم من الشک المهنى يعد أحد أهم أسباب فشل المراجعة. ويتناول الباحث في هذا البحث الإطار الفکرى للشک المهنى، حيث تناول الباحث مفهوم، وخصائص، ومصادر، ومحددات الشک المهنى، وکيفية قياسه، والجدل العلمى الذى ارتبط بکل جانب من هذه الجوانب والذى مازال مستمرا حتى اليوم. ونظرا لأهمية العلاقة بين الشک المهني وتلاعب الإدارة عند إعداد القوائم المالية وهو ما تبين بوضوح من خلال الدراسات السابقة التي قام الباحث بتحليلها وتقييمها، ونظرا أيضا لندرة الدراسات المصرية فقد اشتمل هذا البحث أيضا على قيام الباحث بإجراء دراسة تجريبية تضمنت حالة عملية عن عميل مراجعة مفترض وذلک لاختبار أثر اختلاف مستوى الشک المهنى في البيئة المهنية المصرية على أحکام المراجع بشأن عوامل واحتمالات وإجراءات اکتشاف التلاعب، وقد انتهت الدراسة إلى أن المشارکين ذوى الشک المهنى الأعلى سوف يکون لديهم قدرة أکبر على تحديد عوامل التلاعب وإجراءات اکتشافة، کما أنهم أقل ثقة فيما تقدمه الإداره من تبريرات وتفسيرات ومزاعم، حيث کانت تلک الفئة أکثر ميلا لتفسير فقدان بعض المستندات بوجود تحريفات جوهرية ترجع إلى التلاعب بالقوائم المالية. ويوصى الباحث بضرورة اهتمام شرکات المراجعة العاملة في مصر بتنمية قدرات مراجعيها لممارسة القدر الملائم من الشک المهنى، وذلک من خلال بعض البرامج التدريبية التي تتناول محددات الشک المهنى التي انتهت إليها بعض الدراسات السابقة.