تستمد مهنة المحاسبة والمراجعة أهميتها من الدور الذي تلعبه في توفير المعلومات لمستخدمي القوائم المالية التي تمکنهم من إتخاذ القرارات المالية والاقتصادية الرشيدة، وقد حددت معايير المراجعة المتعارف عليها وظيفة المراجع في التحقق من عدالة وسلامة القوائم المالية المعدة من قبل المنشأة محل المراجعة، وذلک بإستخدام إجراءات المراجعة التي يرى أنها ضرورية ومناسبة (FRC, FSA, 2010)، ومن ثم الحفاظ على سمعته وحماية مکتبه من خطر المقاضاة، وهذا يتطلب من المراجع أن يکون متحفظاً في تقديراته التي عادة ما تتعارض مع إدارة العميل التي تهدف الى تعظيم مکافأتها والوفاء بتوقعات المحللين الماليين ولوعلى حساب جودة القوائم المالية، ومن هنا ينشأ تعارض المصالح بين المراجع والعميل فکلا الطرفين له أهداف تختلف عن الطرف الأخر. وقد تزايد الإهتمام بالشک المهني في الأبحاث العلمية والمعايير المهنية وذلک في محاولة من جانب المهتمين بالمجال لرفع کفاءة الأداء المهني للمراجع والتغلب على أوجه القصور التي أدت إلى زيادة فجوة التوقعات بين ما تقدمه المهنة وما يطالب به جمهور مستخدمي التقارير المالية وتقارير المراجعة، ويعتبر مجال مراجعة الحسابات أحد المجالات التي يکثر فيها ممارسة الشک، ويطلق على الشک في مجال المراجعة بالشک المهني نظراً لإستخدامه في مجال مهنة المراجعة ويمارس من قبل أشخاص مهنيين مؤهلين تأهيلاً علمياً وعملياً للقيام بمهنة المراجعة وفق الضوابط والأسس التي إعتمدتها الإرشادات المهنية الصادرة عن المنظمات المهنية المحلية والدولية. وعلى الرغم من عدم وجود إصدارات مهنية تتعلق بعملية التفاوض بين المراجع وعميله إلا أنه بتحليلات متطلبات الإصدارات المتعلقة بعملية المراجعة يتضح دور التفاوض بين المراجع وعميله، وأن خصائص الشک المهني لمراجع الحسابات لها تأثير واضح على العوامل المؤثرة في التفاوض بين المراجع وعميله.