يهدف البحث إلى بناء إطار لخصائص الشک المهني وقياس مدى توافرها لدى مراقبي الحسابات السعوديين، وتأثير ذلک على سلامة الحکم المهني لمراقب الحسابات[1] المتعلق بمدى ملاءمة تقييم الإدارة لفرض الاستمرارية للمنشاة؛ ولقد تم بناء إطار لخصائص الشک المهني لدى مراقبي الحسابات يجمع بين خصائص نموذجي (Hurtt,2010. Quadackers & Wijnandsrade,2009)، واختبار متغيرات ذلک الإطار ميدانيا على عينة من مراقبى الحسابات السعوديين، حيث إستخدم الباحث الإحصاء الوصفي والتحليلي، مثل اختبار T لعينة واحدة و تحليل التابينANOVA  في اتجاه واحد والإنحدار الخطي البسيط والمتعدد، لتحليل البيانات واختبار متغيرات الإطار المقترح ( خصائص الشک المهني ).
 وخلص البحث الى توافر خصائص الشک المهني لدى مراقبي الحسابات في بيئة العمل السعودية إلا أنه کان هناک إختلاف في درجات الترتيب من حيث مدى توافر تلک الخصائص بين مفردات العينة، کما توصل البحث الى أن توافر تلک الخصائص يؤثر على الحکم المهني لمراقب الحسابات على مدى ملاءمة تقييم الإدارة لفرض الاستمرارية ، ولقد اظهرت نتائج الدراسة وجود اختلاف في درجات التأثير بين خصائص الشک المهني على الحکم المهنى لمراقبي الحسابات في بيئة العمل السعودية ، وأوضحت نتائج الدراسة أن تطبيق الشک المهني يعد ضرورياً لتعزيز قدرة مراقبي الحسابات على الاستجابة للظروف والحالات التي قد تدل على وجود تحريفات جوهرية، حيث يتضمن الشک المهني تقييم جوهري لأدلة المراجعة، وأن يکون مراقب الحسابات في حالة ترکيز وتأهب لأدلة المراجعة التي  تتناقض مع غيرها من الأدلة، وأن يکون العقل متساءلاً دائماً عن مصداقية المعلومات التي يتم الحصول عليها من الإدارة والمسئولين عن الحوکمة، ويعتبر هذا التقييم ضرورياً لکي يصل مراقب الحسابات لرأيه المهني المحايد عن القوائم المالية بصفة عامة وعن مدى ملاءمة تطبيق الإدارة لتقييم فرض الاستمرارية بصفة خاصة، وتوصى الدراسة بضرورة تبني مکاتب المراجعة لسياسة التدريب المستمر فيما يتعلق بالجوانب المختلفة للشک المهني والتذکير بشکل دائم خلال أي تعاقد بأهمية بذل العناية المهنية الکافية والإحتفاظ بمستوى ملائم من الشک المهي .



[1] قد يستخدم الباحث مصطلحي مراقب الحسابات أو مراجع الحسابات کمصطلحين مترادفين.