تقوم التجارة البحرية بدور مهم جدًا في نقل إمدادات الطاقة من خلال سفن الحاويات ، والتي تعتبر الوسيلة الأکثر فاعلية في نقل إمدادات الطاقة العالمية من البترول والغاز الطبيعي ، وتسلک هذه السفن العملاقة الطرق البحرية التي تقترب في نقاط محددة وهي نقاط الاختناق أو الممرات الحرجة ، والتي على الرغم من ضيقها إلا أنها مهمة لحرکة التجارة العالمية لدورها في تقليص الزمن واختصار المسافات ، وبالتالي تشکل هذه الممرات عقدة للنقل بين الموردين والمستهلکين ؛ حيث يمر عبرها ما يزيد عن 60% من جملة إمدادات العالم البترولية ، وبسبب أهمية البترول والغاز الطبيعي للاقتصاد العالمي فإن الکميات العابرة لنقاط الاختناق من البترول والغاز الطبيعي في حالة تزايد مستمر .
ونظرًا لأهمية نقاط الاختناق فإنها عرضة للتهديدات والمخاطر التي قد تتسبب في تعطلها و عدم القدرة على استمرار عبورها مما يستلزم بالضرورة الانتقال إلى طرق بحرية أخرى ، أو استخدام خطوط الأنابيب ، وبکل الأحوال لا يمکن لهذه البدائل أن تعوض تمامًا عن نقاط الاختناق ، وتتباين المخاطر التي تتعرض لها نقاط الاختناق بحسب طبيعتها ؛ فقد تکون مخاطر لأسباب طبيعية مثل الأسباب المناخية کالجفاف والفيضانات ،أو مخاطر هيکلية أو فنية ترتبط بجنوح أو انحراف السفن عن مسارها ، أو قد تکون مخاطر جيوبوليتيکية بأن تکون نقطة الاختناق هدفًا في حد ذاتها باعتبارها وسيلة للضغط والتهديد في أوقات الصراعات مثل تلک التهديدات التي شهدها مضيقي ملقا و مضيق باب المندب ، وقد نتج عن المخاوف المتعلقة باستخدام نقاط الاختناق کوسيلة للضغط والتهديد التوجه نحو إيجاد بدائل ، أو تخفيف المخاطر التي قد تنتج في حال تعرض هذه المسارات الحرجة للتعطل.