الملخص

بالنظر إلى الوضع الراهن ودراسة الأزمة المائية التي تمر بها مصر والخلافات مع دول حوض النيل حول سد النهضة تظهر أهمية استحداث مفاهيم جديدة لترشيد استهلاک المياه، ومن هنا يظهر ضرورة وفائدة مفهوم تجارة المياه الافتراضية للمحاصيل الزراعية و لاسيما أن النشاط الزراعي من أکبر الأنشطة الاقتصادية استهلاکا للمياه في مصر ، بالإضافة إلي انخفاض کفاءة استخدام مياه الري لأغلب المحاصيل الزراعية حيث يعتبر الري بالغمر الأکثر شيوعاً في مصر ، کما يتسم بعجزه عن تحقيق الأمن الغذائي ، في ظل هذه الأوضاع وجد الخبراء و المتخصصون في قضايا الاقتصاد و التنمية و المياه في مفهوم المياه الافتراضية حلا في مواجهة الفجوة التي تزداد بين دول الوفرة المائية و دول الندرة المائية ، تعتبر التجارة الافتراضية للمحاصيل الزراعية مدخل استراتيجي للتغلب على ندرة المياه و تحقق الأمن الغذائي ، حيث تتخصص دول وفرة المياه في إنتاج المحاصيل و لاسيما المحاصيل التي تحتاج لزراعتها مقننات مائية عالية و تصدرها لدول الندرة المائية ، اعتمد البحث على بيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، و الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء ، منظمة الأغذية و الزراعة العالمية ، معهد اليونسکو المعنى بحساب المياه الافتراضية و تدفقاتها الدولية ، ويهدف البحث إلى التعرف على مفهوم المياه الافتراضية ، و دراسة تطور الميزان المائي في مصر، والتوزيع الجغرافي لصادرات و واردات مصر من المحاصيل الزراعية و ما تتضمنه من مياه افتراضية طبقا لاحتياجات کل محصول ، کما أهتم البحث بدراسة الميزان التجاري للمياه الافتراضية ، والتعرف على الآثار الاقتصادية لتجارة المحاصيل الزراعية و ما تتضمنه من مياه افتراضية على الموارد المائية المصرية .