في ضوء الأهمية القصوى التي يمثلها قطاع الطاقة في مصر، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل التباين الشهري والفصلي لاستهلاک الغاز الطبيعي في أسيوط وتفسيره في ضوء الظروف المناخية، وفي مقدمتها درجة حرارة الهواء ودرجة حرارة سطح الأرض ودرجة حرارة مياه النيل وسرعة الرياح والرطوبة النسبية. وتسعى الدراسة إلى الاستفادة من تلک العلاقة في إدارة وتخطيط قطاع الطاقة من خلال التعرف على مسار زيادة وانخفاض الطلب، وما يرتبط بذلک من تحديد لأوقات ذروة الأحمال، وصولا إلى بناء نموذج تنبؤي لتقدير الطلب المتوقع على الغاز الطبيعي وفقا للظروف الجوية. وقد اعتمدت الدراسة على بيانات المناخ واستهلاک الغاز الطبيعي، إلى جانب المرئيات الفضائية. کما تم الاستفادة من مقياسي درجات أيام التدفئة والتبريد کمؤشرات على متطلبات التدفئة والتبريد. واختُتِمت الدراسة بمعالجة لمستقبل الطلب على الغاز الطبيعي. تبين أن درجة الحرارة هي المحرک الرئيسي للطلب على الغاز الطبيعي، حيث ظهرت علاقة عکسية قوية في القطاع المنزلي بمعامل ارتباط -0.85 ومستوى ثقة 99%. ولم تظهر الرطوبة النسبية أو سرعة الرياح کمحددات رئيسية. ظهر أيضا أن أفضل نموذج للتنبؤ بالطلب على الغاز الطبيعي وبحجم الأحمال على نظم إنتاجه هو نموذج ثلاثي يعتمد على درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية ودرجات أيام التدفئة، حيث يمکن استخدامه لتقدير 96% من حجم الطلب بمستوى ثقة 99%، بما يساهم في تقديم تقييم کمي بحجم الأحمال وتباينها الزمني-المکاني. ومن ثم يمکن للمؤسسات الرسمية تخطيط عملية إنتاج الطاقة وإدارة منشآتها استجابة لهذه الأحمال المتوقعة. وتوصي الدراسة بضرورة التکامل بين نظم الرصد الجوي وبين النظم الاقتصادية في مصر لتحقيق أعلى معدلات کفاءة تشغيل، وتلافي ما قد يعتريها من أوجه القصور نتيجة غياب تلک النظرة التکاملية.