تتعدد الدراسات التي تتناول الأوضاع السياسية والاجتماعية لکل منطقة في حقبات معينة من الزمن، ولکن قليل ما نجد دراسات تُشير إلى الأوضاع الاقتصادية التي تتأثر بتلک المستجدات التاريخية، وتُعتبر منطقة الإمارات من المناطق التي واجهت الکثير من الاحداث السياسية خلال الحکم البريطاني الذي امتد لسنوات والذي أثقل کاهلها، ويجب أن نذکر أنّ الإمارات کانت تُسمى قبل عصر الاتحاد بالإمارات المتصالحة او إمارات الساحل، والقارئ لتاريخها يجد ذلک الکبرياء الذي تمتع به حکام تلک الإمارات، ويعلم بتلک الإنجازات التي کانت على الدوام نواة لدولة الاتحاد القائمة الآن، والتي أخرجت أبناء الإمارات من العَوز والفقر إلى التطوير والحداثة.
وسنتناول في المبحث الأول فترة الانهيار الاقتصادي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، حيث يبحث في أسباب انهيار مهنة الغوص عن اللؤلؤ عام 1929م، وآثار ذلک الانهيار على الوضع الاقتصادي في الثلاثينيات والأربعينيات، وتداعيات الأزمة في إمارات الساحل وفي أهم سوقين للؤلؤ في الخليج العربي، ويتضمن المبحث الثاني فترة الکساد في الثلاثينيات، وانهيار طبقة التجار التي کانت تدير عجلة الاقتصاد في المنطقة، وظهور موارد جديدة هي خطوط الطيران وامتيازات النفط، ويتناول المبحث الثالث دراسة الوضع الاقتصادي في الخمسينيات، من نمو المصالح البريطانية، ووهم مشروعات التنمية، وأما المبحث الرابع فهو يعود لفترة النصف الأول من الستينيات، وهي فترة مهمة لأنها شهدت بداية التغييرات من مرحلة ما قبل النفط إلى مرحلة ما بعده.