تتناول هذه الدراسة الطفرة والتطور التاريخى لطرق إمدادات المياه التى وفرت لمدن الإمبراطورية البيزنطية خلال الفترة الممتدة من القرن الرابع حتي نهاية القرن السادس الميلادى، والتي تجلت من خلال إنشاء شبکة واسعة من القنوات المائية بتلک المدن، إضافة لإقامة العديد من الصهاريج التي تقوم بتخزين المياه ثم توزيعها على المدن وقت الحاجة إليها.کما ترتکز الدراسة أيضًا على کيفية بناء تلک القنوات المائية وطرق تغذيتها بالمياه، وتوضح الدراسة أن إمداداتها المائية کانت تعتمد في المقام الأول على مياه الينابيع، ولا يغفل دور الأنهار أيضًا فى التغذية المائية لتلک القنوات، وبخاصة بالمناطق التى تقل فيها مياه الينابيع.
وتتبع هذه الدراسة کيفية بناء الصهاريج في المدن البيزنطية، وإمکانات تغذيتها بالمياه، کما تشير الدراسة إلى نوعية تلک الصهاريج، فمنها الکبرى التى يتم إمدادها بالمياه عن طريق القنوات المائية مباشرة، أو من صهاريج أکبر حجمًا، ومنها الصهاريج الصغرى والمنزلية والتى تعتمد فى تغذيتها المائية على تجميع وتخزين مياه الأمطار.
وتتطرق الدراسة لإنشاء السدود وشکلها البنائى الأوفق لحجز مياه التدفق من القنوات المائية أو السيول، أو فى حال الفيضان. کما تتطرق إلي طريقة التحکم في توزيع المياه عن طريق حواجز حديدية أطلق عليها اسم "بوابة السد"، وقد فضل الشکل الهلالى لتلک السدود حتى تتمکن من إمتصاص قوة الاندفاع المائى، فلا يتعرض جسم السد للإنهيار أو التصدع.
وتوضح الدراسة نظم التخزين المائى الفريد بالقسطنطينية، والذى ميزها عن مدن الإمبراطورية البيزنطية الأخرى، ونعنى به بناء الصهاريج المتنوعة والعديدة بحسب وظيفتها المائية.