ترک الملک الاسبرطي أجيسيلاوس الثاني مُلکه في اسبرطة وخرج للعمل کمرتزق في مصر (362-360ق.م.) بعد أن واجه العديد من الصدامات العسکرية التي اضطرته إلى البحث عن مصدر رزق خارج أرض وطنه ليستعيد بذلک الرزق جزءًا من قوة اسبرطة. ولم يجد أجيسلاوس أجدى من مصر (بعد استقلالها عن الإمبراطورية الفارسية عام 404ق.م.) التي تشارکه عداء الفرس وتجمع الجنود المرتزقة مقابل أجور مربحة. وفي مصر قام القائد المرتزق أجيسيلاوس مع ألف من جنوده بعمله على أکمل وجه واستطاع الحصول على الثمن المأمول عام 360ق.م. من الملک المصري نکتانيبو الثاني (أخر ملوک الفراعنة). ومن هنا جاءت أهمية الموضوع وهي تجسيد الملک أجيسيلاوس معنى التضحية من أجل الوطن وذلک من خلال عرض نِضال ذلک الملک واستنباط مدى نفع اسبرطة من تلک التضحية. تبدأ هذه الدراسة برصد الظروف التي هيأت ذلک الملک للتخلي عن مکانته والسعي کمرتزق من خلال أولًا: "الملک أجيسيلاوس في اسبرطة وآسيا الصغرى"، ثم عرض مهمة أجيسيلاوس الوطنية في مصر من خلال ثانيًا: "المرتزق أجيسيلاوس في مصر".