تتناول هذه الدراسة موضوعًا مهمًا يتعلق بالدور الذى قامت به البعثة التعليمية الأزهرية الموفَدَة إلى إريتريا – من الناحية الدينية والاجتماعية والثقافية – فى العمل على جمع الشعب الإريترى ووحدة صفوفه وتعاون شطراه المسلم والمسيحى على نحوٍ مثالىٍ. کما أنه يقدمُ صفحةً مشرقةً لدور الأزهر الشريف فى تلک الأصقاعِ البعيدةِ عنه، فى وقت يُلصَق بالأزهر کل نقيصة، ويُوصف خريجوه بالإرهاب. أيضا کان للأزهر الفضل فى تعليم أبناء إريتريا فى المعهد الدينى الإسلامى بأسمرا، الذى لولا الأزهر ومصر لما افتُتح هذا المعهد الوحيد فى شرق أفريقيا عامة.
وتأتى أهمية الموضوع من أهمية إريتريا فى نشر الثقافة الاسلامية فى شرق أفريقيا فى ذلک الوقت، کما جاء دور البعثة التعليمية الأزهرية فى إريتريا مکملاً لدور البعثة الدبلوماسية المصرية فى أديس أبابا؛ بالإضافة إلى التجاهل المتعمد الذى تشهده إريتريا لتراث العروبة والعربية، وهو تجاهل يقف ضد حرکة التاريخ، وضد الواقع الحضارى، وضد التيار الثقافى العربى. والبحث لا يُعنى بالدور المصرى العام فى إريتريا بل يُرکز بالأساس على دور البعثة التعليمية الأزهرية، والاستجابة الإريترية والإثيوبية لها.