تمکنت الحکاية الشعبية متمثلة في سيرة الولي أبي الحجاج الأقصري من تشکيل فضاءات ثقافية متمايزة عن التصور الرسمي للأماکن التي وردت فيها الأحداث، فالخريطة الرسمية لهذه المنطقة معمول بها إداريًا، إلا أن رؤية الجماعة للأماکن مارقة عليها. فقد تمکنت الجماعة من رسم رؤيتها الخاصة لفضائها ثقافيًا متکئة في ذلک على حکاية شعبية سردية يمکنها أن تتماس مع ما يطلق عليه قصص الأسلاف، وعلى الرغم من شعبيته إلا أنه يمثل للجماعات التي أبدعت هذه الحکايات وتعيد إنتاجها على طريقتها الخاصة عين التاريخ الرسمي؛ فهو قار في وجدانهم لا يقبلون به بديلًا. ولقد کشف توثيق حکايتين ترتبطان بأبي الحجاج عن الکيفية التي تتواتر بها الحکاية ويعاد إنتاجها، فممارسة الحکاية طقوسًا إلى جانب تواترها الشفاهي أضاف إليها وظائف جديدة تستدعي الاهتمام بالحکايات المرتبطة بالأفضية المکانية، والبحث في عمق الطقوس التقليدية علها تکشف حکايات شعبية نستطيع من خلالها الغور في أعماق الجماعة التقليدية ورصد أنساقها القيمية والثقافية.