تدور هذه الدراسة حول "تراث الترسُّل الديواني للقاضي محيي الدين ابن عبدالظاهر"، وهو موضوع من موضوعات أدب مصر الإسلامية الجديرة- من وجهة نظري- بالبحث والدرس لأسباب يتعلق بعضها بالکاتب، ويتعلق بعضها الآخر بنصوص هذا التراث.
وقد جاءت هذه الدراسة في أربعة مباحث هي على الترتيب:

·        المبحث الأول: ما تبقى من نصوص رسائله الديوانية: أنواعه ومظانه
المبحث الثاني: نصوص هذه الرسائل: قراءة موضوعية.
المبحث الثالث: الاقتباس من القرآن الکريم في نصوص هذه الرسائل.
المبحث الرابع: استدعاء الموروث الشعري في نصوص هذه الرسائل.

  وفي المبحث الأول تحدثت عن إحدى وثلاثين رسالة ديوانية کتبها القاضي محيي الدين مُبَيِّنًا نوعها، ومحدِّدًا مکان وجودها، وشارحًا موضوعها، واستخدمت منهج النقد التاريخي في نقد سندها ومتنها، وأعنى بالسند في هذا السياق تلک التقدمة التي کان يکتبها المؤرخ، أو الأديب، أو الناقد بين يدي إيراده لها، وأعنى بالمتن في هذا السياق نص الرسالة نفسه، وقد أفادني منهج النقد التاريخي هذا فائدة جُلَّى في تصحيح أخطاء المؤرخين القدماء، والدارسين المعاصرين الذين حققوا بعض کتب القاضي محيي الدين، أو کتبوا بحوثًا حولها.
وفي المبحث الثاني تحدثت عمن أرسل هذه الرسائل من السلاطين والوزراء، وعمن أُرْسِلَتْ إليهم من ملوک الشرق والغرب ممن کانت لهم علاقات دبلوماسية مع الدولة المملوکية، وتحدثت عن تصوير هذه الرسائل لما قامت به مصر من دور في ردِّ عادية الصليبيين والتتريين على بلدان الوطن العربي، وعن تصويرها لجوانب الحياة الاجتماعية بلونيها البهيج والقاتم