إن دراسة الاتجاه الواقعي في الرواية السعودية ، إنما هي محاولة للبحث عن خصوصية هذه الرواية، في دلالتها على هوية القاص السعودي، التي يفترض أن تکون نابعة من طبيعة تشکل ذهنيته المستقلة، في انتمائها إلى واقع فکري وبيئي مستقل، فالدراسة معنية برصد مواقف القاصين السعوديين من الواقع المعايش بکل ما يصطرع فيه من قضايا ومشکلات وتحولات اجتماعية وفکرية، إلى جانب رصد مواقفهم من الأسس الجمالية، والفنية لکتابة الرواية في ظل الاتجاه الواقعي، ومن هنا قامت الدراسة على جانبين هما:
الأول تاريخي يتتبع تطور مفهوم الواقعية لدى کتابنا على مراحل ثلاث: واضحة تسجيلية تقليدية، واقعية ممتزجة ببعض الملامح الرومانيسة، واقعية ناضجة.
والجانب الثاني لهذه الدراسة جانب فني جمالي معني بفحص الأدوات التعبيرية، لدى قاصينا، المختلفة في اقترابها وابتعادها من المعيار الفني لکتابة القصة الواقعية القصيرة باختلاف الوعي له - المعيار الفني - من قاص لآخر. وقد کانت الدراسة الفنية في فصول ثلاثة تناولت الشخصية والحدث واللغة، دون إغفال للعناصر الأخرى عن هيئة وحبکة وأسلوب.