تعد الدراسات الثقافية مدخلاً مهما لدراسة الأعمال الأدبية وتفسيرها، وهذا ما استهدفه البحث من خلال دراسة الانساق الثقافية في "مقتنيات وسط البلد" لمکاوي سعيد، مستفيدا من مقولات النقد الثقافي والدراسات الثقافية، على اختلاف توجهاتهما وميادينهما.    ويتطرق البحث إلى صعوبة تصنيف العمل، الذي يترّجح بين کونه لوحاتٍ قلميةً، أو سيرة انتقائية للکاتب أو ذکرياته،عن الشخصيات التي قابلها،والأماکن التي ارتادها وعاش فيها،مُرَکزاً بشکل خاص على منطقة وسط المدينة في القاهرة،التي کانت مرْکزاً وملتقى ثقافياً مهما،لصغار الکتاب والفنانين- على وجه الخصوص- قبل أن يغلق عدد من هذه المراکز أبوابه ويتحول إلى محال تجارية ومطاعم.    تعد(مقتنيات وسط البلد) نصاً مثالياً للدراسات الثقافية،من خلال دراسة عدد من الأنساق: نسق المثقف – نسق الأنثى – نسق المقهى– وهي أنساق مترابطة ومتداخلة بشکل کبير.