مرت الموسيقى التصويرية في مصر بمراحل عديدة من التطور ، فقد بدات بخطوات کبيرة في الفيلم السينمائي على يد بعض الرواد أمثال : " فؤاد الظاهري – على إسماعيل – أندريا رايدر " وغيرهم ، حيث استخدموا تکوينات آلية تجمع بين آلات الأورکسترا والآلات الخاصة بالموسيقى العربية بما يتناسب مع البيئة التي تجري فيها الأحداث زمنياً ومکانياً ، والملائم للجو الدرامي للفيلم ، وبعد ظهور الاذعة والتليفزيون وانتاج العديد من أعمال الدراما الاذاعية والتليفزيونية في شکل مسلسلات ، حيث تشابه أسلوب الموسيقى التصويرية للمقدمات لتلک المسلسلات مع افتتاحيات موسيقى المسرح من حيث کتابة الجمل الموسيقية التي تعبر عن المواقف المختلفة للدراما ، بحيث يمکن تجميعها ضمن المقدمة الموسيقية ( التتر الافتتاحي ) ، کذلک للتتر النهائي ، وغالباً ما تستمد الاجزاء الموسيقية الداخلية من المقدمة أو النهاية الموسيقية ، ولقد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين بعض المؤلفين الموسيقين الذين کانت لهم بصمة واضحة وأسلوب مميز في الکتابة اللحنية والغنائية للموسيقى التصويرية وخاصةً في المسلسلات التليفزيونية ، حيث قدموها بأشکال مختلفة تجمع بين الأصالة والحداثة مع الحفاظ على الهوية المصرية ، ومن أهمهم " ياسر عبد الرحمن الذي يعد من المؤلفين الموسيقيين البارزين في الوطن العربي ، وله بصمة واضحة في موسيقانا العربية وخاصةً في مجال الموسيقى التصويرية لمقدمات المسلسلات التليفزيونية ، ومن أهمهم الموسيقى التصويرية لمسلسل ( لما الثعلب فات ) .
لذا رأت الباحثة ضرورة تناولها بالدراسة التحليلية المتخصصة للتعرف على سماته وخصائصه في الکتابة للموسيقى التصويرية لمقدمات المسلسلات التليفزيونية ، للاستفادة منها لدارسي علوم الموسيقى العربية والمهتمين بهذا المجال .