إن للحرف العربي في الفن الإسلامي يعد أحد أهم وأغنى الفنون القابلة للتطور والتجديد، لامتلاکه قدرات تشکيلية تؤهله للتجاوب مع إبداعات الفنان المعاصر في غالبية المجالات الفنية، والتي تتوافق وتنسجم مع کل فن جديد حيث شغل العديد من المعالجات الفنية والتشکيلية في بناء العمل الفني وعناصره ليحقق المتعة والجمال للمتلقي، وبذلک أصبح العمل الفني ذو قيمة جمالية ووظيفية، لذا فإن معرفة توظيف الحرف کعنصر بنائي تسهم في إطلاق الأحکام الجمالية والتذوق له، ويعد الحرف العربي من الوحدات البنائية والتعبيرية الأساسية التي تؤسس العلاقات المرئية في الفنون البصرية، وتنظم وفق تکوين معين بهدف خلق وحدة ذات تعبير فني ومنهج جمالي معاً، ويتم توظيفه من قبل الفنان ليعينه على بلوغ غايته، واعتماد هذا العنصر وکيفية ترتيب أوضاعه وتشابکه أو تمازجه، هي من شأن أسلوب الفنان في عمله الفني وفق نظام معين يزداد جمالاً وتأثيراً بصرياً ويصبح سبباً في نجاح العمل الفني,بما يحقق الانسجام التشکيلي والوحدة والترابط داخل اللوحة التصويرة بأسلوب فني معاصر.