تکمن غاية هذه الدراسة في الکشف عن دور المقريزي في التدوين لتاريخ الصليبيات ، وبيان منهجه فيها ورؤيته لها، فهو من المؤرخين العرب الذين تناولوا بعض أحداث الحرکة الصليبية من خلال مؤلفه "السلوک لمعرفة دول الملوک" ، وجاء ببعض المعلومات عن الحرکة الصليبية في مؤلفاته الأخرى ، کالمواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار، واتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا وغيرها .
وتوصلت الدراسة إلى أن أحمد بن علي المقريزي صاحب منهج علمي دقيق عند تاريخه للحرکة الصليبية ؛ فهو من المؤرخين الکبار الذين اعتنوا بذکر الحوادث الکبرى التي ألمت في المشرق الإسلامي، وأرخ لها بطريقة نقدية ضابطة تنم عن فکر متقدم، ومعرفة بالحوادث الکبرى ، کما توصلت الدراسة إلى أن المقريزي اعتمد على مجموعة من المؤلفين العرب الذين عاصروا أحداث الحرکة الصليبية أو نقلوا عمن عاصرها ، وکتبوا عنها عن قرب مثل: ابن القلانسي، وابن الأثير ،والأصفهاني ، وابن شداد وابن واصل ، ومحيى الدين بن عبد الظاهر ، وابن الفرات وغيرهم ، ووثائق لم يصرح عنها ،ولم يعتمد مؤلفات لاتينية ويونانية وذلک لعدم معرفته بهذه اللغات ،ومن جانب آخر جاءت رواياته على موضوعات سياسية واقتصادية ،واعتنى بالظواهر الطبيعية والکوارث، کما ظهرت المشيئة الإلهية في رواياته ، ودور الإنسان في صنع الأحداث