الحمد لله وکفى، وصلاةً وسلامًا على النّبي المصطفى ﷺ وبعد . .
فالبحث بعنوان: التحليل الأصوليُّ للفتاوى الفقهيَّة، وهو يهدف إلى تفکيک الفتاوى الفقهيَّة، وإرجاعها إلى أرکانها الرئيسة التي بُنيت عليها في علم أصول الفقه وتحليلها.
وقد قسَّمتُه إلى مقدِّمة، ذکرتُ فيها أهميَّة البحث، وأهدافه، والدِّراسَات السَّابقة فيه، وخطة البحث، والمنهج الذي سأسير عليه، ثم تمهيد ذکرتُ فيه التعريف بمفردات العنوان، ومبحثين کان الأول دراسة تحليليَّة لقرار المجمع الفقهيِّ بشأن تطهير مياه المجاري. والثاني: دراسة تحليليَّة لقرار المجمع الفقهيِّ بشأن بخَّاخ الربو للصائم.
وخلصتُ إلى أنَّ الشريعة الإسلاميَّة لها أدوات تُقاس بها، ومعايير تُقَيَّم من خلالها، حالها بذلک حال سائر العلوم النظريَّة والماديَّة.
وإنَّ علم أصول الفقه هو الأداة التحليليَّة للفقه الإسلامي؛ ذلک أنَّه ما من فتاوى فقهيَّة إلا وهي قائمة على أربعة أرکان رئيسة، هي أبواب علم أصول الفقه.
وإنَّ تنوُّع الفتاوى الفقهيَّة في الدِّراسَة، والمأخذ الأصولي فيها، يُسهم في تنمية الملکة الأصوليَّة: من خلال معرفة کيف استثمر العلماء قواعدها، والملکة الفقهيَّة: من خلال معرفة أحکامها. ومعرفة مواطن الخلاف، وأسباب النزاع بين العلماء رحمهم الله.