انشغلت النظرية النقدية منذ ستينيات القرن العشرين، باللغة والنص والمعنى بوصفها أساسا نظريا للعلوم الإنسانية، وکان ذلک نتيجة لإنشغال علماء اللسانيات والفلاسفة وعلماء الهرمنيوطيقا والفلسفة والتحليل النفسي بهذا المجال، وبذلک لم تقف آلية تحليل النصوص عند حدود اللغة بل تجاوزت ذلک إلى مجالات شتى، فأفادت من معطيات تاريخية واجتماعية وسياسية ونفسية ..الخ ، ولم تعد مواجهة النصوص بالأمر الهين، فعلى الناقد أن يجد آلية جديدة للنص لها القدرة على مواجهته، وأن ينفتح على التأويل ومختلف العلوم الإنسانية.
ومن هذا المنطلق تسعى هذه الدراسة إلى تقديم دراسة موضوعية تقارن بين مفهوم الموت المألوف، ومفهوم الموت في ظل الجائحة. دراسة تستقي تحول مفهوم الموت من مجموعة مختارة من الشعراء العرب الذي عاصروا الجائحة، وقرضوا فيها شعراً يصف الموت، وأفاعيله في البشر ودنياهم. في محاولة منا لفهم ما يفکرون به مما يقولونه عن الموت. معتمدين قي ذلک على أسس "الهرمنيوطيقا" أو " علم التأويل أو التفسيرية "، فهي دراسة قائمة على استحضار ما وراء المعنى إلى بؤرة الترکيز، وتحليل المفهوم في بوتقة التأويل وفق الخلفية التاريخية للنص.