إن کل باحث في کتب السنة النبوية الشريفة التي طُبعت في العصر الحديث يلاحظ بوضوح الجهد العظيم الذى قام به العلماء الاجلاء والمحققون الأفذاذ في فهرسة وتحقيق هذه الکتب ، حتى أضحت في متناول أيدي الباحثين ، وقد کانت همم هؤلاء الباحثين وعزائمهم وصبرهم على درجة عالية من القوة ، مما أعانهم بعد الله عزوجل على إنجاز هذا العمل المبارک ،وما کان لطلاب العلم في هذه العصور المتأخرة ليتمکنوا من الاستفادة والأخذ من هذه الکتب لو لم يجدوا هذه الفهارس المُعدة بإتقان والأحاديث المرقمة والأبواب المُرتبة التي تُعين الطالب على الحصول على بغيته من الکتاب في لحظات يسيرة ،هذه حقيقة يُدرکها أکثر طلاب الدراسات العليا الذين يحتاجون لإتقان العمل والسرعة فيه مع عزو المعلومات لمصادرها المُوثقة ،أُود في هذا البحث بحول الله وتوفيقه أن أُبرز بعض الجهد الذى قام به الشيخ أحمد محمد شاکر في تحقيق وفهرسة کتب السُّنة ،فقد أوقف الشيخ أحمد محمد شاکر حياته کلها في خدمة السُّنة ،حتي أعطي مفاتيح هذه العلوم لطلاب العلم سهلة مُيسَّرة ، وبذلک يُمکننا القول بأن هذه الدراسة تقريبية تتحدث عن نشأة الشيخ أحمد شاکر ،وکذلک أخذه العلم ومنهجه العلمي أيضاً ،وکذلک أعماله العلمية ومؤلفاته ،وبعض الکتب التي حقَّقها ،وبعض الوظائف التي شغلها ،وکانت جهود الشيخ أحمد شاکر رحمه الله متمثلة في تحقيق وفهرسة مسند الإمام أحمد بن حنبل والباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ، وسنن الترمذي ،فجزاه الله خيراً واجزل له العطاء وجعل ذلک في ميزان حسناته .