إن من أهم کتب السنة: صحيح الإمام مسلم؛ حيث حرص فيه مؤلفه – رحمه الله – على انتقاء الأحاديث الصحيحة، المتصلة السند بقائلها صلى الله عليه وسلم؛ فکان بذلک ثانى أصح کتابين بعد القرآن الکريم وصحيح البخارى، بل هو عند العلماء والمحدثين أجود من صحيح البخارى فى الترتيب والتهذيب والتبويب. وقد اهتم العلماء – قديما وحديثا – بشرحه، وتوضيح عباراته، واستنباط الأحکام الفقهية من نصوصه، من باب خدمة السنة المحمدية، وقد کان للعلماء قواعد أصولية معتبرة يعمل بها عند استخراج الأحکام من أحاديثه، ولما کان لهذه القواعد أهمية کبرى فى فهم النص؛ فقد أحببت أن يکون موضوع بحثى فى دراسة أثار صيغ الأمر والنهى فى استنباط الأحکام وتوجيهها بدراسة أحاديث فقه المعاملات من هذا السِفر العظيم.