لا تزال الجهود متواصلة في خدمة السنة النبوية المشرفة، بما يبذله أئمة هذا العلم قديمًا وحديثًا على مر العصور للحفاظ على هذا التراث النبوي الشريف، جعلت هذا العلم صنوفًا وأنواعًا فوجدنا من يجمعُ السنة مرتبة على الأبواب الفقهية، ومن يرتبُها على المسانيد، ومن يجمعُ ما يقف عليه ويکتبُ ما وصل إليه، ومن يصنفُ في الصحيح دون غيره، ومن يصنفُ في الضعيف دون غيره، ومن يُنقِّحُ ويدقق، ومن يدمجُ السنة بالفقه، إلى غير ذلک.       ومنهم من تکلم في الرجال جرحًا وتعديلًا، حتى تتبعوا أحوالهم ومروياتهم، فوضعوا القواعد والضوابط لقبول حديثهم أو رده صيانةً وحفظًا لحديث رسول الله - r - من کل دخيل؛ ولشدة اهتمامهم بهذا العلم أفردوه بالتصنيف وأَولُوه بالتأليف حتى أصبح علمًا مستقلًا بذاته عرف بـ " علم الرجال " أو " علم الجرح والتعديل " مع اختلاف مناهجهم ومصطلحاتهم التي يعبرون بها عن أحوال الرواة.