يعتمد المحدثون اعتمادًا کليًا على علم الجرح والتعديل خاصة إذا کان الأمر يتعلق بطلب الحکم على الحديث ودراسته سندًا ومتنًا، وقد ضمن هذا العلم الحفاظ على التراث النبوي الشريف من أيدي العابثين، وإبطال المبطلين، کيف لا؟ وقد وضعوا ضوابط وقواعد، ومراتب وألفاظًا، يحفظ للأمة تراثها، وقد بذلوا في ذلک الغالي والنفيس.    و على طالب الحديث أن يفهم مدلولات هذه الألفاظ، والوقوف على مدى تأثير هذه الألفاظ على الراوي جرحًا وتعديلًا، فليس کل لفظ من هذه الألفاظ يؤخذ على ظاهره، فهناک الکثير من الألفاظ التي يطلقها بعض الأئمة على الراوي يظنها البعض تجريحًا وهى في حقيقتها ليست کذلک، وهناک ألفاظ يطلقها بعض النقاد، ويشترک غيره فيها إلا أن دلالتها اللفظية تختلف اختلافًا تامًّا بين هذا وذاک. وهناک من الأئمة من له باع في هذا العلم- کالحافظ ابن حجر- بل إن أکثر اعتماد طلبة الحديث على معرفة رأي الحافظ في الراوي، وهل وافق النقاد أو خالفهم...؟ و لما کانت النفوس تتطلع إلى معرفة هذه الألفاظ و الاطلاع على موقف الحافظ منها عقدت هذا البحث تحت مسمى (( مراتب ألفاظ الجرح والتعديل، بين النقاد و الحافظ ابن حجر )) .