الحمدُ لله الذي هدانا بالاستبصار به عن الوقوع في عمايةِ الضلالة, ونصب لنا من شريعة محمد صل الله عليه وسلم أعلى علم وأوضحَ دلالة , أحمدهُ سبحانه, والحمد نعمةٌ منه مستفادة, واشکر له, والشکرُ أول الزيادة, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له, الملک الحق المبين, خالقُ الخلقِ أجمعين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله, المبعوث رحمة للعالمين, صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً کثيرا.
أما بعـــــد:
لقد عرفت العلوم الشرعية في العصور المشهود لها بالخيرية, استقطاب أصحاب العقول الراجحة, والنفوس الزکية, والهمم العالية.
وکان أصحاب المذاهب الفقهية من هذا الرعيل, إذ تربوا علي أيدي التابعين وتابعيهم وأخذوا منهم ما حفظوه, وفقهوه من ميراث النبوة, فتفتحت عقولهم, علي أنوار الوحي الإلهي, وجسدوه واقعاً في حياتهم.
وتمثلت مذاهبهم في أقوالهم, التي دونوها في کتبهم, والمستنبطة من الکتاب والسنة, أو ما أملوه علي تلاميذهم, أو إجابات مستفتيهم.
ولهاذ کتبت هذا البحث وجاءت خطته کالتالي:
المبحث الأول: حقيقة المصطلحات المرتبطة بالمذهبية:
المطلب الأول: تعريف المذهبية واللامذهبية.
المطلب الثاني: المذاهب المنتشرة والمذاهب المندثرة.
المطلب الثالث: الفقه علي القول الراجح.
المبحث الثاني: ظهور المذاهب الفقهية.
المطلب الأول: نشأة المذاهب الفقهية.
المطلب الثاني: العوامل التي ساعدت علي استقرار المذاهب الفقهية.
المطلب الثالث: تدخل الظروف السياسية في انتشار المذاهب واندثارها.
المبحث الأول: " حقيقة المصطلحات المرتبطة بالمذهبية":
المطلب الأول: تعريف المذهبية واللامذهبية.