أما بعد، فإن الشريعة الإسلامية شريعةٌ غراءٌ صالحةٌ لکل زمانٍ ومکانٍ , ومواکبةٌ لکل تطورٍ على مدى الأزمان , ولم لا وقد کان السبقُ لعلماء المسلمين في وضع أسس علم الصيدلة وتطويره, ولما للدواء من أهميةٍ بالغةٍ في حياة الناس، فکما يحتاجه المريض في حال المرض کذلک يحتاجه في حال الصحة ؛ کي يحافظ على صحته , أو يمد جسده ببعض العناصر اللازمة له، وغير موجودةٍ في طعامه وشرابه, ومن منطلق اهتمام الشريعة الإسلامية البالغ بالنفس البشرية؛ حيث جعلت الحفاظ عليها ضرورة من ضروراتها ومقصدًا من مقاصدها , ومن وسائل المحافظة على الصحة التداوي، ومن ثم صناعة الدواء، فأردت من خلال هذا البحث التعرف على التصنيع الدوائي وضوابطه لهذا قسمت البحث إلى ثلاثة مباحث : المبحث الأول : تعريف التصنيع الدوائي، المبحث الثاني : مشروعية العمل بالتصنيع الدوائي، المبحث الثالث : ضوابط التصنيع الدوائي.
المبحث الأول : تعريف التصنيع الدوائي:
التصنيع: من الصناعة، وهي في اللغة : اسم لحرفة الصانع، وکل علم أو فن مارسه الإنسان؛ حتى يمهر فيه ويصبح حرفة .( )