کتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة وضعه أبي بکر المراغي (ت 816هـ /1413م) وهذا البحث مخصص لدراسته دراسة منهجية، فأوضح أهمية هذا الکتاب والتي تتلخص بکون مؤلفه ضم في کتابه خلاصة ما کتبه مؤرخو المدينة منذ القرن الثاني الهجري حتى عهده. واستدرک ما فات هذه المؤلفات، ولم يکتف بالنقل، وإنما أراد أن يوصل تاريخ المدينة حتى عهده، ومن هنا تنبع الأهمية الأخرى. فقد ضمّن الکتاب مشاهدات المراغي ومعايناته لمواقع المدينة ومعالمها . 
   کما ظهرت أهمية الکتاب ودوره في الکتابة التاريخية من کونه مصدرًا أوليًّا لکثير من المؤرخين الذين جاءوا بعده. کما تکمن أهمية الکتاب من کون مؤلفه اهتم بتقديم معلومات متنوعة عن تاريخ المدينة غطت أحداثاً مفصلية، وخاصة ما يتعلق بخطط المدينة النبوية ومعالمها الجغرافية.
   وقد تم خلال البحث تسليط الضوء على مکانة المؤلف العلمية، ونشأته وثقافته وحياته، وبيان مؤلفاته وأهميتها.
    ودرس البحث منهج المراغي في الکتابة التاريخية والذي تلخص بحرصه على التوازن بين شخصية العالم المحدث، وشخصية المؤرخ من خلال تتبع مادة کتابه من مصادرها المختلفة، وتوظيف الجانب الديني مع الجانب التاريخي، محاولاً من ذلک کله تقديم المدينة النبوية منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى عهده على أنها المدينة الإسلامية الأولى التي أثنى رسول الله عليها ، فاستطاع في النهاية أن يکتب تاريخاً للمدينة جامعًا لکل جوانبها . وأبان البحث أن شخصية المراغي کانت واضحة من خلال التحليل والمقارنة والتعليل والتفسير.
    کما بين البحث المصادر التي اعتمد عليها المراغي في کتابه، وقد تنوعت تلک المصادر بين الرواية الشفوية والمشاهدة والمعاينة، والمصادر المکتوبة.
     هذه الأهمية والمنهج المميز هما ما دعيا الباحثة لدراسة الکتاب وإظهار جوانب الکتابة التاريخية عند المراغي.