تعد الهجرة بصفة عامة بما تنطوي عليه من أنماط التنقل والحراک ظاهرة اجتماعية وسکانية متعددة الأبعاد والحدود ، وتبرز الملامح الاجتماعية الاقتصادية لتلک الظاهرة في تحليل وتفسير علماء الاجتماع للمداخل الأساسية في تنمية المجتمعات المحلية. بيد أن الهجرة غير المشروعة نمطاً مختلفاً من أنماط تلک الظاهرة المرکبة . وهي أقرب إلى المشکلات منها إلى الظواهر السوية، ومن هنا کان نعتها باللامشروعة ، لا سيما أن الباحثين في الميدان انتهوا إلى ارتباطها بالتداعيات السلبية والمعوقة ذات الطابع الأمني الجنائي ، والسياسي والاجتماعي ، فضلاً عن الأضرار والأخطار التي تواجه الشباب جسمياً ونفسياً وعقلياً ، ولذلک تضاعفت الشروط والظروف والضغوط المجتمعية المتعددة التي اکتنفت حياة المهاجرين غير الشرعيين, وکذلک تضاعفت فاعليات تجارة البشر وحملت معها صورا ونماذج من التعامل غير الأخلاقي، وذلک باستنزاف القدرات البشرية والمالية لشرائح الراغبين في العمل وجلهم من الفقراء والطبقات الدنيا في مجتمعات العالم الثالث .