منذ أن وعت الإنسانية بذاتها ظل مفهوم الثقافة هو المفهوم الذى يحظى بأکبر قدر من الاختلافات بين المفکرين فى العالم أجمع, ويمکن القول أن التحولات الثقافية فى عصر العولمة قد نتج عنها تغيير عالمى شامل بدأت موجاته تتصاعد مع بداية القرن الحادى والعشرين, وتتمثل السمة الأساسية لهذا التغيير فى سرعته ليصاحب الإيقاع السريع للتطور التکنولوجى. وأدى ذلک إلى استحداث وسائل اتصال کونية جعلت العالم قرية واحدة تسيطر عليه قوى رأسمالية حديثة من خلال المؤسسات المالية الدولية, ومن ثم اختزال دور الدولة فى مجال الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فى مقابل قوى السوق العالمية، ولقد کان لتطور شبکات الاتصال کقوة مؤثرة لم تعرفها الإنسانية من قبل الأثر الواضح على منظومة القيم الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الحديثة، وهکذا فإنه فى ظل نموذج المجتمع المعلوماتى أعيدت صياغة کاملة للبناء الاجتماعى للدول المتقدمة فى هذا المجال