يُعد تنظيم الذات عاملاً من العوامل الأساسية في توجيه حياة الإنسان فهو الذي يساعد على توجه الحياة وتقدمها، فهو من ناحية ضروري لعملية التعلم (Jarvela & Jarvenoja, 2011; Zimmerman, 2008) ، ومن ناحية أخرى يُساعد على حل کثير من المشکلات وتجنب کثير من الأخطار، وبه يستطيع الإنسان السيطرة والتحکم على أمور کثيرة وتسييرها لصالحه ؛ فتنظيم الذات عملية عقلية معرفية وجدانية راقية تُبنى وتُؤسس على محصلة العمليات النفسية الأخرى، کالإدراک والإحساس والتحصيل والإبداع، وکذلک على العمليات العقلية کالتذکر والتمييز والتعميم والمقارنة والاستدلال والتحليل (Wolters, 2011 )  ، ومن ثم يأتي تنظيم الذات على قمة هذه العمليات العقلية النفسية، حتى إنه لا يمکن الاستغناء عنه في عمليات اکتساب المعرفة وحل المشکلات التي تواجه الإنسان. وتعد عملية تنظيم الذات عملية إنسانية، تتطلب تنميتها وتعلمها جهودًا متميزة من أطراف عديدة، في مراحل العمر المختلفة، وهي ذات صلة بالنواحي الوراثية والبيئية من حيث المجالات المختلفة: الجسمية، والاجتماعية، والانفعالية، والثقافية، والحضارية. (Diamond, 2013,87).