مازال إبداع المرأة يشق طريقه نحو إثبات الذات في عالم يمن عليه المرکزية الذکورية،
ورغم أن المرأة حققت تفوقا في مجالات کثيرة على مستوى الجانب العلمي والأدبي لکنه ا
تحاول اکتساب مساحات جديدة تبرز أهدافها وتبدي رغباا. وتبقى نظرة المرأة للعالم
تتعلق بما عانت منه وما تتطلع إلي ه، وتکمن أهمي ة هذه الورقة البحثية في محاول ة الباحث إلقاء
الضوء على تطلعات المرأة العربي ة، ومحاولة المشارکة في رؤيتها للعالم الخاص بها، وعلاقتها
بالعالم الخارجي الذي کثيرا ما شارک في رسم معالمه ا، وتقديمها من وجهة نظره الذکورية ،
التي وإن کانت صائبة أحيانا؛ فإا في أحيان کثيرة جانبها الصواب، وذلک من خلال
مشارکتها في النتاج المسرحي تأليفا وإخراجا. کما يجيب البحث عن أسئلة تتعلق
بخصوصية الکتابة النسوية في عالمنا العربي ومدى تحقيق ذلک لدى المؤلفة. ولعل مشکلة هذا
البحث تکمن في الحصول على بعض النصوص المسرحية للمؤلفة نموذج الدرس والتحليل؛
لأسباب تتعلق بعدم نشر النصوص والاکتفاء بنصوص العرض، وذلک لأن النصوص
المسرحية للمؤلفة غير ناجزة وقاب لة للتغيير المستمر، وذلک لاختيارها أشکالا مسرحية
تناسب ذلک، ومن ثم يفرض عنوان هذا البحث دراسة مسارات ثلاثة هي؛ مفهوم رؤية
العا لم، وکذلک مفهوم النسوي ة، ثم علاقة النسوية بنظرية رؤية العالم بشيء من الايجاز،
وثالثها تقديم نموذج تطبيقي عن الإبداع النسوي المسرحي لواحدة من الأجيال الجديدة التي
تتطلع إلى مزيد من الاستقلالية والانفصال عن الهيمنة الذکورية محاولة إثبات الذات من
خلال عملين مائزين لها في الإبداع المسرحي کتابة وإخراجا وتمثيلا، بالإضافة إلى أعمال
أخرى اکتفت فيها المؤلفة بالعرض دون تدوين النص، کما يعد اختيار الأعمال المسرحية
لداليا بسيوني من باب تقييد المطلق وتخصيص العام، ويسهل على الباحث الإلماما في
دراسة مختصرة کهذه . ومن ثم کان على الباحث اختيار المنهج التحليلي عند تناول العينة
المتمثلة في النصوص والعرض، کما لجأ الباحث للمنهج التاريخي في تناول ظاهرتي النسوية
ورؤية العالم.