إن بحث ((أسماء الأفعال)) أصيلٌ في اللّغة العربيّة، وموادّه متنوّعة غنية تزيد على المئة، واختلف اللغويّون فيه، فمنهم من جعله أقرب إلى الفعل، ومنهم من جعل الاسميّة ظاهرة فيه. وقد حاولت في هذا المبحث أن أعرض أهمَّ ما في ((أسماء الأفعال)) من أقسام وأصول، واخترت بعضاً من شواهدها للدلالة على کثرة دورانها في اللغة العربيّة، فهي تعبّر عن سعة العرب في التعبير وبلاغتهم في الإيجاز والاختصار. ودرست الشواهد دراسة دلالية صوتيَّة موجزة تظهر التفنن اللّغوي في استعمالها بدل الفعل. والبحث في ((أسماء الأفعال)) يفتح أمام الباحث آفاقاً واسعة للتطوّر الدلالي والبلاغة في القول، وقيمة الصوت في إظهار المعنى. وکلّما تمعّن الإنسان في هذه اللغة الشريفة بما فيها من أفعال وأسماء وأصوات أيقن أنّها لغة مبارکة، لا يحيط بعلومها إلاّ نبيّ، وأنها قادرة على التعبير بحروفها وأصواتها عن کلّ ما هو جديد ومستحدث.