تسعى هذه الدراسة الوصفية الى رصد وتحليل وتقييم مدركات الجمهور المصري للعلاقة بين المصداقية المؤسسية لمنظمة الصحة العالمية وبين سمعتها من خلال تعرضهم للاستراتيجيات والرسائل الاتصالية للمنظمة نتيجة استجابتها لأزمة ظهور انتشاروإدارة جائحة كورونا، وذلك بهدف التوصل إلى مؤشرات تحدد درجة كفاءة إدارة الاتصالات أثناء هذه الأزمة وتنمية دورها في تحقيق المصداقية المؤسسية وعلاقتها بالسمعة التنظيمية. تنطلق الدراسة بالاعتماد على نموذج (Jamilah Jamal &Hassan Abu Bakar) للعلاقة بين المصداقية المؤسسية والسمعة التنظيمية في ظل استراتيجيات الاستجابة للأزمة ، يعتبر هذا النموذج تطويراً لنظرية الموقفية لاتصالات الأزمة (Situational Crisis Communication Theory) (SCCT) . بالإضافة الى الاعتماد على القائمة القياسية لتقييم اتصالات الأزمات أثناء الجائحة التي وضعها(Wouter Jong). تعتمد هذه الدراسة على منهج المسح لعينة متاحة قدرها (304 مبحوث) من الجمهور المصري ( خاصة المرحلة العمرية من 20 عام -إلى أكثر من 60عام) من محافظة القاهرة الكبرى . كشفت النتائج العامة للدراسة إلى أنه: توجد علاقة ارتباطية بين مدركات الجمهور المصري نحو المصداقية المؤسسية وبين السمعة التنظيمية لمنظمة الصحة العالمية أثناء إدارة اتصالات أزمة انتشار الجائحة. ووجد علاقة ارتباطية بين الاستراتيجيات الاتصالية المستخدمة للاستجابة لأزمة أنتشار الجائحة وبين تقييم الجمهور للأداء الاتصالي لإدارة هذه الأزمة. أوضحت الدراسة ان منظمة الصحة العالمية تتحمل مسئولية مرتفعة تجاه انتشار الجائحة حول العالم. ومن أهم الاستراتيجيات الاتصالية التي استخدمتها منظمة الصحة العالمية لادارة أزمة انتشار كورونا جاءت بالترتيب على النحو التالى: جاءت استراتيجية التوضيح ،ثم استراتيجية التبرير ،جاءت استراتيجية الأفعال التصحيحية في المرتبة الثالثة. أتسمت مدركات المبحوثين للاداء الكلى لمنظمة الصحة العالمية بالايجابية بشكل عام .أتسمت مدركات الجمهور بالحيادية نحو سمعة منظمة الصحة العالمية في اطار الاستجابة لأزمة انتشار الجائحة. بالإضافة الى أن مدركات الجمهور تجاه مصداقية المدير العام المنظمة كمصدر للمعلومات والبيانات حول الجائحة اتسمت بالحيادية الى حد كبير من حيث الجدارة بالثقة ، الخبرة المهنية والعملية ، جاذبية المدير العام للمنظمة . في المقابل نجد مدركات الجمهور تجاه مصداقية محتوى الرسائل الاتصالية لمنظمة الصحة العالمية حول الجائحة تتسم بالحيادية بشكل عام  من حيث دقة المعلومات والبيانات المقدمة من المنظمة للجماهير وكذلك شمولية وتكامل المعلومات والبيانات المقدمة،أما محور ملائمة المعلومات المقدمة للجماهير بشكل كلى يتسم بالايجابية. لذا أصبح توظيف الاستراتيجيات الاتصالية المستخدمة للاستجابة للأزمات للحفاظ على كلٍ من المصداقية المؤسسية والسمعة التنظيمية مؤشراً قوياً للاداء التنظيمى الايجابى للمنظمات المختلفة وخاصة الدولية.