تبلورت مشکلة الدراسة الحالية في دراسة الأساليب الإقناعية المستخدمة في مشاهد الأفلام السينمائية المصرية التي تعرض الجريمة والعنف؛ سواء أکانت هذه الأساليب ذات علاقة بمحاکاة الفيلم للواقع  من حيث نوع الشخصية والإکسسوارات ، أم تهتم بصورة المجرم لدى جمهور المراهقين واتجاهاتهم نحو الجريمة من خلال مشاهد العنف في الأفلام السينمائية المصرية . وتوصلت الدراسة الى : استخدمت الأفلام المصرية العديد من الأساليب الإقناعية مثل: 1- محاکاة الفيلم للواقع: في سياق القالب التراجيدي تم مجاراة الجو الدرامي للواقع بتجسيد المجتمع الذي تدور فيه الأحداث ، وزيادة في محاکاة الواقع دمجت الأفلام في الاستخدام بين المؤثرات الصوتية والإضاءة الطبيعية والصناعية . 2- استخدام أساليب الاقناع في عرض مشاهد العنف: من خلال صياغة المشهد وتتابع الأحداث على يد شخص مؤثر ، کان المجرم هو الشخصية الرئيسة  في الفيلم ؛ کما أن ثمة حرصًا على استخدام الملابس والإکسسوارات والملابس الدالة على ذلک. وتؤکد الدراسة اتجاه أرسطو من حيث  تنقية نفوس المشاهدين بإثارة خوفهم ؛ فبالرغم من مشاهدة عينة الدراسة للأفلام التي تحتوي على مشاهد عنف بنسبة أکثر من 70% ما بين غالبًا وأحيانًا ، والحرص على متابعة ذلک بدءًا من تحري أوقات عرض الأفلام، ومشاهدتها، ومتابعة الإعادة، ومناقشة أحداث الفيلم مع الآخرين ، فضلًا عن ارتفاع مشاهد العنف في الأفلام المؤيِّدة والمُرغِّبة في ممارسة الجريمة ، فإن العلاقة بين کل ما سبق وصورة المجرم لدى – عينة الدراسة -علاقة عکسية ؛ الأمر الذي يبرئ وسائل الإعلام مما هو منسوب إليها من تدعيم العنف والدعوة له . وعلى الرغم من ذلک فقد التمس أفراد العينة مبررًا للمجرم عند ارتکاب العنف ، وتعاطفوا معه ، وافتخروا بفعله ، وفضلوا استخدام العنف وسيلة لحل المشکلات ؛ وأکدت الدراسة على وجود علاقة ارتباطية عکسية ضعيفة بين استخدام العنف والحرص على متابعة مشاهد العنف. کما أکدت الدراسة على  رأي ( کلابر ) الذي يذهب إلى أن مشاهدة الأفلام ليست بالقوة والتأثير الذى يعتقده بعض المهتمين ؛ حيث أثبتت وجود فروق على مقياس صورة المجرم حسب متغير استخدام عينة الدراسة للعنف في حل المشکلات ، فمن الجائز تدعيم ما هو موجود أصلًا ، وليس تغيير ما هو قائم . ثانيًا- توصيات الدراسة: من واقع نتائج الدراسة السابق سردها نوصي بالتالي: -      الرقابة على المصنفات الفنية للحد من المضمون العنيف في الأفلام المصرية. -      سرد قصص العنف في سياق منفر؛ حتى يبتعد الشباب عن استخدام العنف. -   عمل المؤسسات التربوية المختلفة على شرح التبعات المترتبة على العنف، والحثّ على حلّ المشکلات بالأسلوب السلمي بوصفه الوسيلة المثلى للتعايش في المجتمعات المتحضرة.