تسعى هذه الدراسة إلى فهم طبيعة العلاقة بين العوامل المؤثرة على السلوک البحثي لمستخدمي الإنترنت عبر المحرکات البحثية والتي تشتمل على ( الاتجاه نحو المحرک البحثي - الخبرة الإلکترونية السابقة للمستخدم- شخصية الموقع الإلکتروني المتواجد عبر المحرک البحثي- دوافع المستخدم) وبين إدراکهم لقيمة نتائج هذه المحرکات فيما يخص المنتجات/ الخدمات التي يبحثون عنها، کما تسعى هذه الدراسة إلى قياس تأثير درجة إدراک مستخدمي الإنترنت لقيمة نتائج المحرکات البحثية على استجابتهم الشرائية. وکشفت نتائج الدراسة ما يلى: 1-اتفقت نتائج الدراسة الخاصة بالعوامل المؤثرة على إدراک مستخدمي الإنترنت لقيمة نتائج المحرکات البحثية وعلاقتها باستجابتهم الشرائية مع النموذج العلمي الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة وذلک على النحو التالي: أ‌-    اتضح من نتائج اختبارات الفروض ثبوت صحة فروض النموذج وذلک باستثناء الفرض الثاني، حيث أوضحت النتائج وجود علاقة ارتباطية طردية بين المتغيرات المرتبطة بالسلوک البحثي للمستخدم وبين المنفعة المدرکة من استخدام محرک البحث وکذلک درجة إدراکه لقيمة نتائج المحرک البحثي، کما ثبت وجود علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية بين إدراک المستخدم لقيمة نتائج محرک البحث وبين استجابته الشرائية. ب‌- أما بالنسبة للفرض الثاني الخاص بالعلاقة بين المتغيرات المرتبطة بالسلوک البحثي للمستخدم وبين درجة الرضا عن المعلومات المقدمة عبر المحرک البحثي، فتبين صحة هذا الفرض بشکل جزئي، ففي حين ثبت وجود علاقة ارتباطية طردية عالية الدلالة بين الاتجاه نحو المحرک البحثي والخبرة الإلکترونية السابقة للمستخدم وبين درجة الرضا عن المعلومات المقدمة، لم يثبت وجود علاقة ارتباطية بين دوافع المستخدم المرتبطة باکتساب المعلومات وبين درجة الرضا عن المعلومات المقدمة، وقد فسرتها الباحثة بأن الدوافع المرتبطة باکتساب المعلومات تجعل المستخدم لا يکتفي فقط بالمعلومات التي يحصل عليها من المحرک البحثي وإنما تجعله يلجأ إلى مصادر متعددة من المعلومات تساعده على تکوين صورة متکاملة عن المنتج أو الخدمة التي تتفق مع احتياجاته واهتماماته، کما لم يثبت وجود علاقة ارتباطية بين السمات المرتبطة بطريقة عرض وتصميم صفحة الموقع الإلکتروني للشرکة عبر المحرک البحثي وبين درجة الرضا عن المعلومات المقدمة، وقد فسرت الباحثة ذلک باهتمام مستخدم الإنترنت بالدرجة الأولى بالمحتوى الترويجي المرتبط بتنشيط المبيعات وذلک نظرًا لحساسية المستهلک المصري للسعر. 2-إذا کانت محرکات البحث تمثل المدخل الرئيسي للإنترنت وأحد المصادر الإلکترونية الرئيسية للمعلومات، وذلک کما أوضحت إحدى التقارير الصادرة عن وکالة Junto للتسويق الرقمي بأن 75% من مستخدمي الإنترنت يهتمون بتصفح نتائج الصفحة الأولى من المحرک البحثي ويعتمدون عليها للوصول إلى المعلومات التي تتفق مع احتياجاتهم وخاصة مع توفر مليارات الصفحات التي يساهم محرک البحث في تنظيمها وفهرستها لتسهيل وصول المستخدمين إليها