تسعي الدراسة الحالية إلي التعرف علي تأثير وسائل الاتصال الحکومي علي الجمهور المصري أثناء أزمة تعويم الجنيه المصري وذلک من خلال التطبيق علي تلک الأزمة باستطلاع رأي عينة من الجمهور المصري علي أزمة تعويم الجنيه. وتوصلت الدراسة الى: 1-  کشفت الدراسة عن حرص الجمهور علي متابعة وسائل الإعلام المختلفة للتعرف علي الأحداث و التطورات التي تمس حياته اليومية ومصالحه المباشرة ، وغير المباشرة ، وقد ظهر ذلک من متابعة 75% من العينة للبرامج التليفزيونية وأکثر من 88% للأخبار عبر شبکة الإنترنت. 2-  تميزت طبيعة تعرض الجمهور محل الدراسة لوسائل الاتصال بالکثافة، حيث أوضح نحو 89%من المبحوثين أنهم يشاهدون التليفزيون لأکثر من ساعتين يومياً ، ويقضي 79% من الجمهور أکثر من ساعتين في تصفح الإنترنت، في حين يتابع 70 % من الجمهور صحيفة واحدة علي الأقل أسبوعياً ، وترتفع کثافة التعرض للراديو إلي 75% من الجمهور يستمعون للراديو علي الأقل ساعة يومياً. 3-  کشفت الدراسة عن تراجع تأثير وسائل الاتصال الحکومية وعزوف الجمهور عن متابعتها لصالح وسائل الإعلام الخاص و الإعلام الجديد ، حيث أفاد 10% فقط من الجمهور متابعته للتليفزيون المصري الحکومي ، مقابل 75% للتليفزيون المصري الخاص و 15% للتليفزيون الأجنبي ويظهر هذا التراجع في تعرض الجمهور للراديو حيث حظيت الإذاعات الغنائية و الترفيهية الخاصة علي المراکز الأربعة الأولي في قائمة تفضيل الجمهور المصري تلتها إذاعة الشباب و الرياضة ثم إذاعة الأغاني المصرية کما تکررت نفس الظاهرة في الصحافة مع تفضيل 64% من العينة للصحف المستقلة والحزبية في الصحف الحکومية. 4-  أظهرت نتائج الدراسة اهتمام الجمهور بمتابعة المواد الإعلامية التي تقدمها وسائل الاتصال المتنوعة في أوقات الأزمات و بخاصة الأزمات الاقتصادية ، حيث حرص 85% من الجمهور علي متابعة تطورات الأزمة علي الدراسة علي التليفزيون و 75% من خلال الصحف ، و 72,5% من خلال الراديو ، 70% علي شبکة الإنترنت. 5-  يري 55% من الجمهور أن وسائل الإعلام ساهمت بشکل کبير في اطلاعهم  علي التطورات و الأخبار المتعلقة بالأزمات الاقتصادية الأخيرة و أبرزها أزمة تعويم الجنيه في حين يري 40% أن مساهمة الإعلام کانت متوسطة ويري 5% فقط أنه لم يساهم في تعريفهم وإخبارهم بالأزمة. 6-  أوضحت الدراسة الدور الکبير لوسائل الاتصال في التأثير علي أراء و اتجاهات الجمهور و تشکيل رأي عام تجاه الأزمات ، حيث يري 95% من المبحوثين أن التليفزيون يساهم في تشکيل اتجاهاتهم نحو القضايا و الأحداث و 70 % أفادوا بأن الراديو يؤثر علي أراءهم و اتجاهاتهم. 7-  کما کشفت الدراسة عن اعتقاد الجمهور محل الدراسة في قدرة وسائل الإعلام علي تغيير سلوکهم ، 80% من العينة أفادوا بتأثير التليفزيون علي سلوکهم ، وحوالي 50% يروا للراديو تأثيرا مشابهاً، وعلي الرغم من أن الدراسات الحديثة في الاتصال أثبتت محدودية قدرة وسائل الاتصال الجماهيرية علي تغيير السلوک ، إلا أن اعتقاد هذه النسبة الکبيرة من الجمهور المصري بقدرة وسائل الإعلام علي تغيير سلوکهم يحمل دلالة قد تعظم التأثير علي الاتجاهات والأراء خاصة في أوقات الأزمات -ومن هنا تتبلور الحاجة الماسة إلي إعلام حکومي وطني مهني قادر علي تقديم الأخبار و المعلومات الصحيحة و الموثوقة في التوقيت المناسب وبقالب جذاب للجمهور لنتفادي الکثير من المخاطر الناتجة عن الإشاعات والبلبلة في المجتمع و إطالة عمر الأزمة وزيادة شدتها.