تعد الموضوعات والقضايا المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان أو الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في البلدان المختلفة ذات قيمة إخبارية كبيرة لوسائل الإعلام الغربية، نظرا لتأصل الأفكار المرتبطة بحقوق الإنسان والحريات في الثقافة والفكر الأوروبي الحديث، والذي تعود جذوره إلى الثورات المطالبة بالحريات في أوروبا ونشوء المجتمعات الحديثة بعد الثورة الصناعية وانتشار الفكر الليبرالي القائم على دعم حريات الأفراد وإقرار الديمقراطية البرلمانية كنظام سياسي. واتساقا مع ذلك، فإن ملف حقوق الإنسان يعد واحدا من أكثر الموضوعات التي تثير اهتمام التغطيات الإعلامية الدولية، كما تمثل حقوق الإنسان مكونا رئيسيا في الخطاب السياسي والإعلامي الغربي تجاه المنطقة العربية والشرق الأوسط، وخاصة في ظل النزاعات الطائفية والصراعات المسلحة والتطورات السياسية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة. وفي ظل الأفكار الفلسفية الحديثة حول نهاية التاريخ وصراع الحضارات، فإن فكرة "الآخر" الثقافي والحضاري غالبا ما تكون حاضرة في التغطيات الإعلامية الغربية لقضايا الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، تلك التغطيات التي تتخذ من موضوعات متعلقة بحقوق الإنسان والحريات مرتكزا لوصم العالم العربي والإسلامي بالعديد من الصفات السلبية. ومن هنا فإنه من الضروري معرفة أساليب واتجاهات معالجة وسائل الإعلام الغربية لمثل هذه الموضوعات في مصر في ظل التطورات السياسية الكبيرة والمتلاحقة التي تمر بها منذ عام 2011.